الطيور أمم متنوعة ومختلفة کالإنسان تمامًا، وإن شئت فاقرأ قول الله تعالى: )وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُکُمْ(. منها ما يستحسنه الإنسان ويأنس به ويسمع لتغريده؛ فينفتح قلبه وجنانه لصوت وهبه الله عز وجل ذاک العصفور، وکأنه بصوته الجميل يلعب على وتر دفين في الإنسان هو حب الجمال.
ولا شک أن إحساس الشاعر بجمال ما حوله کبير، ولذلک کان شدو الطيور وجمال أصواتها وألوانها من الأشياء التي أسعفت الشعراء في رسم صورهم الجميلة التي تکاد تنطق لدقة رسمها وکأنها صور حية من الواقع أو تم اقتطاعها منه اقتطاعاً، إن جاز هذا التعبير.
کما تنوعت مآرب الشعراء وأهدافهم ؛ فأحياناً يذکرون الطير للتعبير عن مدح الممدوح وقوته ، وأخرى يرون فى وصف أنفسهم بها نوعاً من التودد للممدوح والتقرب إليه ووصف حالهم بين يديه .وأخرى يختارون للجمال ما يناسبه من الطيور مثل البلبل والببغاء والحمام وغير ذلک . وعند الکلام عن الحرب وأهواله يذکرون الصقر والنسر والغراب وغير ذلک .
وهذه دراسة فى قصائد العصر المغولى ،استخدم فيها الباحث المنهج التحليلي فى معالجة الأبيات الشعرية .
هذا ، وقد تمخضت الدراسة عن نتائج ، أهمها ما يلى :
1- يعد طائر البلبل من أکثر الطيور ذکراً فى القصائد الفارسية عند شعراء العصر المغولي.
2 - کثر وصف البلبل بالمطرب والمغنى من قبل شعراء هذا العصر .
3- تعد الاستعارة والتشبيه من أبرز الفنون البلاغية المستخدمة فى الأبيات المختارة .