لم يعرف العرب هذه المنشات العلمية قبل القرن الرابع الهجري ؛وهذا لايعني أنهم لم يعرفوا أساليب التدريس العلمي قبل هذا التاريخ .فقد عرفوه ومارسوه بشتى الوسائل ومختلف الأمکنة والظروف منذ القرن الثاني للهجرة .وبتشجيع الخلفاء والأمراء ورجال الدولة والعلماء والفقهاء للعلم وطلابه من خلال انشاءالمدارس . ففي المشرق الإسلامي فقد خطت المدارس فيها خطوات أسرع وأوسع مما مرت به المغرب الإسلامي حتى نهاية القرن الرابع وأوائل الخامس الهجري .وقد وردت الکثير من النصوص الدالة على وجود مثل هذه المدارس کثيرة جدا في کتب التاريخ المختلفة، ومنها ابن الفوطي(,723ه/1323م )في مجمع الاداب والحوادث الجامعة والسبکي (771ه/1369م) في کتابه الطبقات الشافعية، والجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي(775ه/1373م) وغيرها. وهذه المدارس بالرغم انفصالها عن المساجد لاتزال مرتبطة بنظام المساجد من حيث اماکن الصلاة ،والشکل والبناء.
ومن المدن التي ازدهرت فيها الحياة العلمية في ماوراء النهر وفي اسيا الوسطى ومن اقدم المدن الاسلامية هي بخارى وحتى سقوط بغداد (656ه/1258م)،حيث تعرضت الى هجمات المغولية ممادى الى اندثار اغلب المساجد والمدارس التي شيدت على اراضيها .ولقد سبب الغزو المغولي خرابا کبيرا اذ اصر السلطان جنکيز خان على احراق المدينة جراء مقاومتها .
ولم تبدا حرکة الاعمار الامنذ النصف الثاني من القرن السابع الهجري ثلاثة عشر الميلادي، وانشاء المؤسسات التعليمية وخاصة المدارس .