تناولنا في هذا البحث الموسوم بني قرة وأثرهم السياسي والعسکري في مدينة برقة خلال العصر الفاطمي, لم تسعفنا المصادر التي بين أيدينا إلى بداية تواجد قبيلة بني قرة في المدينة وما حولها, إلا أنه توجد إشارات إلى دور کبير قامت به القبيلة في عهد الخليفة الفاطمي الحاکم بأمر الله (386-411ه / 996-1020م).
لقد کان بنو قرة أکثر القبائل وأشدهم خروجاً على الدولة الفاطمية حتى أکثر الخليفة الفاطمي الحاکم بأمر الله من الإيقاع بهم وأکثر من قتلهم , واستمر بنو قرة في إعلان عدائهم للفاطميين وذلک بالاستيلاء على الهدايا المرسلة بين حکام بني زيري والخلفاء الفاطميين, وکان للتحالف بين قبيلة بني قرة والقبائل البربرية أثر کبير في تلک المدة.
تم تقسيم هذا البحث إلى مبحثين, الأول منها: يتضمن التعريف بقبيلة بني قرة ومعرفة الأثر السياسي للقبيلة المتمثل بإدارة شيوخ القبيلة لشؤون الحکم وتصريف الأمور. وأما المبحث الثاني: فيشمل الأثر العسکري والذي يتمثل باشتراک قبيلة بني قرة بثورة أبي رکوة والتي کان من أسبابها الشدّة والتعسف بل القتل الذي تعرضوا له من قبل الخليفة الفاطمي الحاکم بأمر الله, وقد وکبدت هذه الثورة الخلافة خسائر کبيرة بالأرواح والأموال.