يمثل الحرمان الاجتماعي لأطفال الأسر المتسولة تحديا کبيرا للکثير من المجتمعات سواء النامية منها ام المتقدمة بفعل عوامل عدة منها الحراک الاجتماعي المستمر والتحولات السريعة والتغيرات المتلاحقة والتطور الدائم الذي تمر به بعض المجتمعات بصفة عامة والمجتمع العراقي بصفة خاصة ، وهذه التحولات قد أدت جميعها إلى تغيرات أساسية في شکل ووظائف الأسرة العراقية من حيث مجموع الأزمات المتمثلة بالحروب والحصار الاقتصادي والاحتلال الأمريکي للعراق بعد عام 2003 يضاف إلى ذلک تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والحرمان الأسري والاجتماعي الذي أنعکس بصورة مباشرة على منظومة الأسرة العراقية وأصابها بالعجز والشلل الشبه الکلي ، فقد سعى بحثنا هذا إلى التعرف على العلاقة بين الحرمان الاجتماعي والتفکک الأسري للأطفال من جراء ظاهرة التسول ، فضلا عن التعرف على أنواع الحرمان الاجتماعي لأطفال الأسر المتسولة ، ولأجل التحقق من أنواع الحرمان التي يعاني منها هؤلاء الأطفال فقد قام الباحثان باختيار عينة عشوائية قوامها (150) طفل من الأسر المتسولة ، وفي مختلف الأعمار ، ولقد تبنى البحث ثلاثة فرضيات ، من خلال أستبانة أعدت لهذا الغرض بوصفها الأداة الأساسية في عملية جمع البيانات ، فضلا عن المقابلات التي أجريت مع المبحوثين ، ولقد تم التحقق من صحة الفرضيات الثلاثة ، من خلال استخدام قانون کاي سکوير للوصول إلى طبيعة العلاقة الدالة بين المتغيرات وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج أبرزها :
1- أن النسبة الأعلى من أطفال الأسر المتسولة کانوا ذکورا ، وان أعمارهم تتراوح ما بين ( 7-9 ) سنوات ، وآبائهم کانوا من العاطلين عن العمل ويسکنون مع أسرهم في دار أيجار يتشارکون فيها مع أناس آخرين وهذه المساکن تفتقر إلى أدنى مقومات ومستلزمات السکن للعيش فيها .
2- أکثر أطفال الأسر المتسولة محرومون من التعليم ، ويشعرون أنهم أقل مستوى من الآخرين من هم في نفس أعمارهم في کل شيء .
3- تؤکد النتائج إن العلاقة الأسرية لأطفال الأسر المتسولة سيئة فهي تتمثل بسوء العلاقة بين الأب والأم ، فضلا عن العقوبات التي يتعرضون لها في ظل أجواء من القلق والانفعال .
4- أکثر أسر الأطفال المتسولة لا يتقاضون راتبا من شبکة الحماية الاجتماعية .
5- أکد أطفال الأسر المتسولة بترک التسول في حال حصولهم على عمل أو توفره لهم .
6- يتعرض أکثر أطفال الأسر المتسولة إلى العنف اللفظي والجسدي من قبل أسرهم ، مع تأکيدهم عدم معرفتهم بحقوقهم الشرعية والقانونية .