تتمثل القيمة الفنية للأدب الأندلسي بحضوره الجمالي الخاص , وثرائه اللغوي والحضاري والبلاغي النقدي وغناه التاريخي حتى أصبح رکناً مهماً من أرکان الحضارة الإسلامية في الأندلس , وکاشفاً عن اعتزاز الفرد الأندلسي ووضوح شخصيته المستقلة في شعره ورغبته في التفوق وحب الانتماء لبلده , وحازم القرطاجني ( ت 684 هـ ) خير من يمثل هذا الرمز الأدبي الراسخ , فهو من شعراء العربية الذين جادوا عليها بصفاء قريحتهم , وتجاربهم الإنسانية التي کانت ولازالت محطّ إعجاب و إکبار .... ولذلک فإن مدار الحديث في بحثنا هذا سيکون عن هذا الشاعر الکبير الذي شغل حيزاً مهماً في الساحة الأدبية والبلاغية والنقدية والفنية على حدٍ سواء, لقد تصدى الکثير من الباحثين الأجلاء لدراسة منهاجه ذائع الصيت وما انضوى عليه من مفاهيم ونظريات ومدى تطبيقها على أرض واقعه الشعري أو ديوانه , وقله منهم من التفت الى شعره وأشار اليه اشارات لا تفيه حقه , وهذه کانت لنا بمثابة فرصة ثمينة لاستقصاء أَبعاد تجربته الشعرية , واستکناه جمال عاطفته المودعة في شعره , وإماطة الّلثام عن هذا الکم الصوري الهائل الذي حفل به ديوانه , والتصدي له بدراسة تحليلية, رغبة منا باستنطاق صوره الفنية المکثفة , ورصد جوانب الإبداع فيها , استقام   البحث   على   تمهيد  ومبحثين :
اتضحت في التمهيد الخطوط العامة والخاصة لحياة حازم القرطاجني ومنزلته الأدبية وآراء بعض النقاد فيه ..
تحدثنا في المبحث الأَول من البحث عن النصوص الشعرية لحازم القرطاجني التي انمازت بتکاثف الصور الفنية فيها على اختلاف أنواع الصور وتعددها, وضم المبحث الثاني النصوص الشعرية التي انمازت بتکاثف نوع واحد من الصور الفنية , صاغها حازم القرطاجني ببراعة فائقة , وصوّرها تصويراً دقيقاً في شعره , ثم خاتمة البحث , والهوامش , وثبت بالمصادر والمراجع التي أغنت البحث , وملخص البحث باللغة الانجليزية .... والله الموفق