تُطرح قضية عمالة الأطفال کواحدة من أهم القضايا المحورية في معرض الحديث عن الطفل واحتياجاته ومشکلاته وما يتعلق به من هموم باعتبارها قضية قومية حضارية تتصل في الأساس بمستقبل المجتمع وخطة بناؤه وتطوره ، إلا أن هذه الفئة من الأطفال العاملين لم تلق الرعاية والاهتمام على النحو المطلوب نتيجة تزايد الضغوط الاقتصادية والمشکلات الاجتماعية والمعيشية التي يتعرض لها المجتمع المصري ، ويُقدر عدد الأطفال في العالم بنحو (2.1) مليار طفل ، يمثلون (36%) من إجمالي تعداد سکان العالم . ولقد أصبحت عمالة الأطفال مشکلة تتفاقم في مختلف أنحاء العالم بشکل خطير ، حتي باتت من أهم القضايا التي يسعي المجتمع الدولي للتصدي لها ، وتبذل الأمم المتحدة أقصي جهدها للقضاء عليها ، وذلک لأنه يترتب عليها العديد من الآثار السلبية . ولا شک أن قضية الاندماج الاجتماعي للطفل العامل في المجتمع المصري لم تحظ بالاهتمام الکافي ، في مؤسسات الرعاية الاجتماعية القائمة على هؤلاء الأطفال والتي أقتصر دورها على مجرد إشباع الحاجات الأساسية. فالطفل العامل إذا أحُسن إدماجه اجتماعياً ، سوف يکون إضافة تنموية جديدة للمجتمع ، وخطوة جادة على طريق التنمية الشاملة ، وتسعي الدراسة الراهنة إلي تحليل الأوضاع الاجتماعية للطفل العامل ومدي تأثيرها على اندماجه اجتماعياً