المرأة کيان يصعب الوصول إلى أعماقه ، فعلى الرغم من الرقة التي تتمتع بها إلا أنها کيان يحفظ أسراراً کثيرة ، وقد يفضح أخرى لا يعرفها سواها ، فهي ذات ملاحظة دقيقة لکل ما يحيط بها ؛ لذلک فقد أوکلت لها أهم مهمة في الحياة هي مهمة العناية بالأطفال والإهتمام بهم وذلک لما تتميز به المرأة من دقة ملاحظة ، وقدرة وتحمل فهي بحق نصف المجتمع وقوامه وأساسه ومن هذا المنطلق نجد من المهم دراسة شعرها وما يعرضه من احاسيسها ، و مفاهيمها عن محيطها وقد اختار الباحث عصرين متتابعين ومتداخلين زمنياً و يکمل أحدهما الآخر في کثير من الجوانب وهما العصر العباسي والعصر الأندلسي .               سنحاول في بحثنا الحديث عن أثر المرأة الأمة في البلاط الحاکم  ، وأثرها في الحرکة الأدبية بشکل خاص ، وسنتطرق إلى شخصية الأمة ، ومدى تأثيرها ، وغيرها من المحاور التي تصف محيط الأمة بما ورد في الشعر  بسبب تحرر المجتمع الأندلسي الذي أثر بصورة جذرية في حياة الشاعرة الأمة ؛ فکان السبب الرئيس في الرقة والشفافية التي تمتعت بها شعر الأمة الأندلسية وإن کانت الأمة في العصر العباسي قد استطاعت أن تفرض حضورها ، لکنه حضور خجول لأسباب عدة سنتطرقنا إليها في البحث بعونه تعالى.