کانت کليوباترا أخر ملوک البطالمة الذين حکموا مصر منذ وفاة الإسکندر الأکبر وکانت طموحة جداً تبغى إعادة مجد البطالمة بأى وسيلة وبأى ثمن واستخدمت فى ذلک دهاءها وذکاءها وجمالها ومالها وکل ماوهبته الطبيعة لها. وبتتبع الإشارات التى تحدثت عن کليوباترا فى الأدب اللاتينى فى العصرين الذهبى والفضى، وجد من العصر الذهبى شيشرون وفيرجيليوس وهوراتيوس وبروبرتيوس وأوفيديوس. ومن العصر الفضى سينکا (الأکبر والأصغر) ولوکانوس وستاتيوس ومارتياليس ويوفيناليس وفرونتو.
وإذا کان فيرجيليوس وهوراتيوس وبروبرتيوس وأوفيديوس من شعراء العصر الذهبى قد وصفوا کليوباترا بأقذع الصفات وکان شيشرون هو الوحيد من أُدباء العصر الذهبى الأقل حدة فى حديثه عنها لکن الصورة کانت مختلفة عند کُتاب وشعراء العصر الفضى.
فلقد تحدث کل من سينيکا الأکبر والأصغر عن کليوباترا والاثنان لم يصفها بصفات سيئة بل على العکس وأيضاً بعکس ماکان حديثهما عن مصر فذکر سينيکا الأکبر أن أنطونيوس کان متزوجاً من أوکتافيا وکليوباترا وقارن بينهما مشبهاً کليوباترا بالربة آثينا وأنه يجب أن يحتفظ أو يتمسک بها وذلک لأنها هى الأکثر جمالاً Bellissimam وهذا الوصف هو الوصف الوحيد الذى وصفه سينيکا کشاعر رومانى لملکة مصرية أجنبية فربما تکون دلالة ذلک لإعجابه بها وبجمالها الفتان أو بشخصيتها القوية
لم يتحدث ستاتيوس عن کليوباترا إلا فى إشارة واحدة يذکر فيها موتها وکذلک فرونتو ذکر کليوباترا فى رسالتين من رسائله والإثنين لم يسبها ولم يذکرها بأى سوء
تحدث مارتياليس عن کليوباترا فى ابيجراماتين من ابيجراماته فى الکتاب الرابع وحديثه عنها خالِ تماماً من سبها أو ذمها بل حديث ملئ بالشفقة والتعاطف معها إذ أوضح مارتياليس أن بموت کليوباترا حزن عليها الکثير حتى أوراق النبات وامتنعت عن النمو والإزدهار بتجميد الندى ووصف قبر کليوباترا بالقبر الملکى regali sepulchro وأيضا وصف موتها بالأکثر نبلاً nobiliore.
تحدث يوفيناليس عن کليوباترا فى إشارة واحدة عنها فى القصيدة الثانية ووصفها بالصفة maestaالحزينة فى سفينة أکتيوم وهذا الوصف يعتبر وصفاً حقيقياً لکليوباترا خاصة أنها کانت وقتئذ ملکة مهزومة فهذا لايعتبر ذماً.