لا تنحصر مهام النظام التعليمي في أي مجتمع، وبشکل أکثر إلحاحا في الدول النامية ومن بينها مصر، فقط في إعطاء معارف ومهارات ومخرجات علمية وقتية ومجردة؛ وبما أن المدرسة هي مؤسسة رسمية تهدف إلى إعداد أفراد المجتمع للحياة والإسهام الفعال في تقدم مجتمعهم، فإن المقررات الدراسية تعد وسيلة فعالة من وسائل تنمية الوعي لدى الطلاب. فالمدرسة هي المصنع التربوي الذي تعد فيه أجيال المستقبل، والمقررات الدراسية هي آلات ذلک المصنع لتحقيق هذا الهدف المنشود، فالمقررات الدراسية أحد أخطر ملفات التعليم في مصر؛ لأنه عن طريق المقررات التي تقدم للطلاب يمکن رسم ملامح الشخصية المصرية في المستقبل، واستکشاف ما يهدف النظام القائم لبثه في عقول الأطفال الصغار. وعلى هذا يترکز هدف الدراسة في محاولة الاجابة على سؤال أساسي هو: هل تساهم المقررات الدراسية في صياغة منظومة قيم التنمية؟ وما هي المؤشرات الدالة على هذا الاسهام؟. بمعنى أخر مدى إسهام المقررات الدراسية في غرس قيم تنموية ما وتجاهلها لقيم أخرى، ومدى تحقيق ذلک في انتشار قيم دون الأخرى قد تعوق التنمية أو العکس. على اعتبار أن المقررات الدراسية لم توضع بدون رؤية تسعى إلى توجيه الفهم وتشکيل الإدراک.
وقد اعتمدت الدراسة الراهنة على أسلوب تحليل المضمون الکمي والکيفي، مستخدمةً أسلوب المسح الشامل، للتعامل مع المحتوى الظاهر لمقرر القراءة في مراحل التعليم المصري قبل الجامعي کمياً وکيفياً، حيث تم تحليل المضمون کتب القراءة في مراحل التعليم الثلاث، الإبتدائية والإعدادية والثانوية، للعام الدراسي 2015م/ 2016م. وتم التحليل بقصد التعرف على مضمون هذه المقررات بالاعتماد على تحليل فئة موضوع الدرس واستکشاف الأفکار الواردة فيه کلٌ على حدة.
وقد أکدت الدراسة على وجوب الترکيز على الموضوعات ذات العلاقة بالتنمية بکافة ابعادها  التي توصّل إليها البحث عند تأليف الکتب الدراسية الأساسية فى التعليم المصرى، ودراسة المشکلات التنموية المختلفة الناتجة عن ضعف الوعى لتکون أساساً يتم الارتکاز عليه عند وضع الأهداف التعليمية التي تستهدف تأصيل القيم التنموية  لدى الطلاب مع ربطها  بالأنشطة التعليمية المختلفة، لأن معرفة تلک الموضوعات عن طريق کتب المواد الدراسية وحدها لا يکفي.