تعکف هذه الدراسة على تحليل شکلين تجريبيين من أشکال التعبير الفني للشباب المصري المعاصر وهما فن المسرح وفن الرسم الجرافيتي لتوضيح کيفية وامکانية احداث التغيير. تستعين الدراسة بنظرية "اداء الأدوار" للفيلسوفة والناقدة الادبية جوديث بتلرلقراءة العملين وفک شفرتهما . ويتسم الشکلان الفنيان – أو ما قد يعرف باسم المشروع الفني – بأنهما من أقدم الفنون التعبيرية، ولکنهما لا يزالا مع ذلک من الأشکال المفعمة بالحيوية والقدرة على إحداث التغيير وهدم السلطة المهيمنة. وتنقسم الدراسة إلى جزأين مکملين لبعضهما البعض وتهدف إلى استکشاف المساحات المشترکة بين المشروعين. وقد جاءت المشروعات استجابة لثورة الخامس والعشرين من يناير. في السنوات التالية ل2011 کتبت داليا بسيونى مجموعة من المسرحيات مستلهمة بروح الثورة والمقاومة والرغبة في التغيير. فى مارس 2013 کتبت مسرحية من تأليفها وأدائها وإخراجها أيضا بعنوان سحر البرلس. وعلى الرغم من تنوع هذه المسرحيات في محتواها ومنهجها، فمن الممکن اعتبارها سلسلة متتالية إذ ترکز في مجملها على أشکال المقاومة النسائية المتنوعة والمتشابکة في آن واحد التى تهدف الي احداث تغيير ما. وترکز هذه الدراسة على مسرحية سحر البرلس بوصفها مثالًا على أدب المقاومة. ثم تتناول الدراسة بالتحليل شکلا آخر من أشکال التعبير ألا وهو رسم الجرافيتي. ففي شهر فبراير 2012 أثناء السنوية الأولى للإطاحة بحسني مبارک أطلقت مجموعة "نون نسوة" صفحتها على شبکة الفيس بوک بعنوان "جرافيتي حريمي" معلنة أنها "سوف تجتاح شوارع القاهرة". وبالفعل نزلت هذه المجموعة من الشابات المصريات إلى الشوارع بعد 11 شهرًا وأغرقوا حوائط مدينة القاهرة وجدرانها برسوم "استنسل" بالأبيض والأسود تمثل شخصيات نسائية ذات أهمية رمزية ولها مکانة في قلوب المصريين وعقولهم ترتبط بصورة المرأة القوية في إرثهم الثقافي. وباستثناء صورة واحدة کانت الصور المنتقاة کلها لوجوه ممثلات ومطربات واسعات الشعبية. وکان الهدف من وراء مشروع "جرافيتي حريمي" هو أن تستعيد النساء السيطرة على المجال العام. بهدف تغيير الانماط السائدة. ويستلهم هذا البحث الإيمان بقدرة الفنون اللفظية والبصرية على التعبير وتفردها في ذلک، وبالتالي تستکشف أشکال الاستجابة والآثار المترتبة على تجسيد التقاليد الثقافية وإعادة تجسيدها (من خلال الفن البصري وفنون الأداء) والآثار المترتبة على التعليقات والنص (من خلال النص المکتوب) وتأثيرها على الضمير الجمعي لأمة تثور وتدور ومن ثم تتطور.