رواية "توم وحديقة منتصف الليل" نشرت عام 1958 للکاتبة البريطانية فيليبا بيرس (1920- 2006). وهذه الرواية تقدم قصتها عن طريق انزلاق البطل توم زمکانيا من منزل مکدس وقبيح فيما بعد الحرب العالمية الثانية الى حديقة فيکتورية أشبه ما تکون بالجنة. وهناک يتقابل مع فتاة صغيرة وتکون رفيقته في المغامرة. ومن هنا کان هناک تطرق لبعض المعالم الثقافية التاريخية المرتبطة بالعصر الفيکتوري مما استلزم نقد تاريخي للعمل. القصة تجمع بين الواقع والخيال وهي مستوحاه من ذکريات طفولة الکاتبة. لذلک تضمن نقدها جانبا من السيرة. والنص مرتبط ارتباطا شديدا بسياقه الإجتماعي, والسياسي, والتاريخي. ويعد نصا موجها ويحمل بين طياته ايدلوجيات ضمنية محافظه. حيث صدر النص في الخمسينات من القرن العشرين وهي فترة مليئة بالاضطرابات الداخلية في بريطانيا على الصعيد السياسي, والإجتماعي, والإقتصادي, وکانت تسود حالة من الإحباط والغضب بين أفراد الشعب نظرا للإخفاقات المتکررة التي شهدتها الفترة. لذا لجأ بعض الکتاب إلى توظيف الأساليب الروائية التي تتضمن هروب من الواقع مثل الإنزلاق عبر الزمن, والفانتازيا, وأدب الأطفال. وفي هذه الرواية تحديدا اعتمدت الکاتبة على تقديم صورة مثالية من العصر الفيکتوري لتنمية الحس الوطني لدى القراء واحتواء مشاعر الضجر التي تسيطر عليهم. وهو الأمر الذي يفند المقولة الشائعة أن أدب الأطفال يتسم بالبساطة ويهدف إلى الإمتاع فقط. على العکس يوضح هذا العمل أن أدب الأطفال موجه اجتماعيا وايدلوجيا وسياسيا لإنتاج أجيال خاضعة. وتوضيح ذلک هو هدف البحث.
المنهجية:
يعتمد تناول البحث على التحليل المارکسي, والتاريخي, النفسي, والشکلي للنص.