تعد الهجرة غير المشروعة من القضايا البحثية المهمة بوصفها ظاهرة تتدخل فيها أطراف عديدة داخل مصر وخارجها. کما تعد الهجرة غير المشروعة مشکلة؛ بسبب ما يتعرض له المهاجرون من مخاطر في کل من بلدان العبور والاستقبال، وکذا ما قد يتعرض له ذووهم في بلدانهم الأصلية من أزمات وکوارث؛ بسبب الظروف غير الآمنة التي يتعرض لها المهاجرون والتي قد تودي بحياتهم. يتلخص الهدف العام للدراسة في إلقاء الضوء على هذه الظاهرة في مصر؛ عن طريق رصدها في أحد المجتمعات المحلية المعروفة بکونها طاردة للسکان، وتتسم بوجود مستوى عال للهجرة غير المشروعة. اعتمدت البحث على دراسة ميدانية أنثروبولوجية في قرية برج رشيد بمحافظة البحيرة، واستخدم فيها عدة أدوات مثل: دليل العمل، والمقابلة البسيطة والمتعمقة، والملاحظة، والاخباريين، کما صِيغت نتائجه_أيضًا_ في ضوء ثلاثة أطر نظرية تحليلية هي؛ نظرية الحاجات الثقافية عند مالينوفسکي، ونظرية رأس المال البشري، ونظرية رأس المال الاجتماعي، وقد خلص البحث إلى نتائج عديدة من أهمها:
-أن أسباب الهجرة غير المشروعة في مجتمع البحث ذات طبيعة اقتصادية بالدرجة الأولى
- هناک دوافع أخرى غير اقتصادية ترتبط بالرغبة في التحرر من قيود الثقافة المجتمعية المحلية، والرغبة في الثراء السريع والتقليد والمحاکاة.
-قد تسهم الهجرة الناجحة في إشباع الحاجات الأساسية لکل من المهاجر وذويه
-إن الثقافة المجتمعية تدعم-إلى حد کبير- الهجرة غير المشروعة
-توجد تأثيرات إيجابية للهجرة غير المشروعة لاسيما فيما يختص بالرحلة الناجحة، وکذلک تأثيرات سلبية فيما يختص بالرحلة غير الناجحة.