شهد العراق بعد أحداث 2003، مرحلة إعلامية جديدة، حيث أستحدثت الصحافة الالکترونية ذات الأنماط والتوجهات المختلفة في ظل التعددية السياسية والعرقية التي سادت العراق، کما أن ظهور الصحافة الإلکترونية قد أدى إلى تحول الممارسة الإعلامية للقائم بالإتصال من نظام شمولي لى نظام ديموقراطي، يؤسس لأساليب جديدة في الممارسة الإعلامية، ولقد أفرز کل ذلک العديد من العوامل التي أثرت على الأداء المهني للقائم بالإتصال بوسائل الاتصال الإلکترونية خاصة العراقية.
اعتمد البحث على نظرية حارس البوابة وتمثلت مشکلة البحث في قيام بعض الصحف العراقية بإنشاء مواقع الکترونية، ونظراً لما تشکله تلک المواقع من أيديولوجيات وسياسات وتوجهات مختلفة، إلى جانب الضغوط الإدارية والفنية، والإقتصادية، والإجتماعية والسياسية التى يتعرض لها القائم بالاتصال بتلک المواقع، وما يقع على عاتقه من مسئوليات مهنية، فقد أثر کل ذلک على الأداء المهني للقائم بالإتصال، واستهدف البحث تحديد أهم العوامل المؤثرة في الأداء المهني للقائم بالإتصال بمواقع الصحف الإلکترونية العراقية،. والبحث فى سبيله الى ذلک فقد اعتمد على کل من المنهج الوصفى والتحليلى، وتم اختيار عينة الدراسة من القائمين بالإتصال بعينة مواقع الصحف الإلکترونية صحف الصباح، والتآخي، والمشرق ، وطريق الشعب، حيث بلغ حجم عينة البحث 47 مبحوثاً.
وقد أجرى البحث خلال عام کامل إعتباراً من 1/1/ 2016 إلى نهاية 1/1/ 2017، وتم جمع بيانات الدراسة عن طريق إستمارة الاستقصاء تم عرض إستمارة الإستقصاء قبل تطبيقها على عدد من المحکمين من أساتذة الإعلام والإحصاء، وتم مراعاة ماأوصى به المحکمون من حيث تعديل بعض العبارات، وحذف أو إضافة بعضها. أيضا تم حساب معامل الاتساق بين عبارات إستمارة الإستقصاء. وإعتمد البحث على أسلوب المقابلة الشخصية المتعمقة لجميع البيانات والمعلومات الضرورية للبحث. ولقد اوضحت النتائج أن أهم العوامل المؤثرة على الاداء المهنى للقائم بالاتصال، العوامل السياسية يليها عوامل الرضا الوظيفى فالعوامل الادارية والفنية فى المرتبة الثالثة وجاءت العوامل الاقتصادية فى المرتبة الرابعة وجاءت العوامل الاجتماعية فى المرتبة الخامسة کما أکدت النتائج على صحة فروض الدراسة، واوصت الدراسة بضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة، ومعايير الدقة والموضوعية ، والحد من تحيز اتخاذ القرارات داخل مواقع الصحف الالکترونية العراقية، والعمل على حماية الاعلاميين من قبل الجهات الأمنية العراقية، وخاصة بالنسبة للأعلاميات.