أن مشکلة جنوح الأحداث هي من المشکلات الأساسية التي تجابه المجتمع الداينميکي والمتحول، فالمجتمع الذي کان في الأصل مجتمعا ريفيا زراعيا تحکمه العادات والتقاليد والقيم والمقاييس التي تحدد أنماط السلوک الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية لأبنائه وقد بدأ بالتحول إلى مجتمع حضري معقد نتيجة تواجد مجموعة تغيرات جوهرية کدخول التصنيع والتنمية الاقتصادية في أرکانه ومؤسساته البنيوية واحتکاکه الحضاري بالمجتمعات المتطورة وتحديثه الشام في شتى ميادين الحياة، فمشکلة جنوح الأحداث شانها شأن بقية المشکلات الاجتماعية والإنسانية التي تجابه المجتمعات النامية والمتقدمة لاتعبر عن ذاتها من حيث مظاهرها السلبية وأسبابها ونتائجها فحسب بل تعبر عن جملة مشکلات اجتماعية وحضارية معقدة مترابطة ومتفاعلة معا إلى درجة لايمکن فصل بعضها عن بعض . فمشکلة  دورالتفکک الأسري  في جنوح الأحداث التي تتجسد في الطلاق والافتراق والهجر وتدهور الظروف الاجتماعية والبيئية والاقتصادية للأسر وسوء أساليب تنشئتها الاجتماعية ومشکلة اضطراب المؤسسات التقليدية، والتخلف الحضاريالناجمة عن سرعة التحول في الجانب المادي وبطئ تحول الجانب الحضاري والقيمي للمجتمع . فلابد من ضرورة معالجة واصطلاح هده الفئة المنحرفة ووضع حدا لأسبابانحرافها، وخروجها عن عادات وتقاليد وقيم المجتمع، فان بدور انحرافها وشرورها لبد أن تنتقل إلى الفئة السوية من صغار ومراهقي وشباب المجتمع بحيث تجعلها فئة منحرفة وجانحة لا يمکن الاعتماد عليها مستقبلا في بناء وتقدم وتطور المجتمع .