الإنسان هدف التنمية ووسيلتها، وقد ظهر ذلک جلياً بعد الحرب العالمية الثانية في دول مثل (اليابان – ألمانيا – ماليزيا) حيث کان امتلاکها للثروات الطبيعية ضئيلاً مقارنة بغيرها، إلا أنها رکزت على الاستثمار في تنمية الکوادر البشرية بتعليمها وتدريبها، فضلاً عن توظيف القدرات البشرية أفضل توظيف، وأتاحت الفرص للمواطن بأن يعيش الحياة التي يختارها، وأن يزاول العمل المناسب له، کما عملت على تزويدهم بالأدوات المناسبة والفرص المؤدية للوصول إلى تلک الخيارات وتفعيل القدرات البشرية إلى أن أصبح رأس المال البشري هو أساس عملية التنمية ومحورها.
لذا فإننا نعرض للاستثمار في رأس المال البشري بوصفه الأداة الأکثر أهمية في تقدم المجتمعات والارتقاء بها.
يضاف إلى ذلک أننا نحاول إبراز الآثار الاجتماعية من خلال عدد من الرؤى من بينها: الارتقاء بالإنسان بشکل متکامل، إحداث تغيير حقيقي في حياة الإنسان يجعله ينتقل إلى حياة افضل وأرقى مما هو عليه، تمکين الإنسان من توسيع نطاق خياراته وتعزيز قدراته الهائلة في الإبداع، العمل على دعم ثقة الإنسان بنفسه واعتزازه بها، ترشيد حسن التعامل من خلال إدارته الرشيدة لمتطلبات حياته.
ويتمثل الهدف الرئيس للبحث في التعرف على الآثار الاجتماعية للاستثمار في رأس المال البشري بما ينعکس إيجاباً على المشروعات في المجتمع العراقي.
ويتحقق ذلک من خلال الإجابة على التساؤل الرئيس: ما الآثار الاجتماعية للاستثمار في رأس المال البشري؟
وهي تعد دراسة وصفية نحاول فيها إبراز الآثار الاجتماعية المترتبة على الاستثمار في رأس المال البشري.