ترتبط الحرکة الاجتماعية الجديدة بالعنف، إما عن طريق بلاغتها (لغتها) أو أفعالها. والعنف هو جزء من ذخائر النضال أو الفعل الخاصة بالحرکة الاجتماعية، ويسهم في تحقيق العديد من أهدافها. لذلک يرکز هذا البحث على: (1) التعرف على التکتيکات والاستراتيجيات التي تتوسل بها الحرکة موضوع البحث. (2) بحث تصورات ناشطي الحرکة للعنف وممارسته. (3) استيضاح الکيفية التي من خلالها تتوسل الحرکة بالعنف لتحقيق أهدافها، وتتخذ منه مورداً. (4) التعرف على أشکال العنف الذي تمارسه الحرکة الاجتماعية، ومسبباته. (5) بحث العلاقة بين العنف والهوية. (6) استجلاء الکيفية التي من خلالها تؤطر الحرکة الاجتماعية العنف. وقد توسل هذا البحث بمنهجية أنثروبولوجية کيفية ارتکزت في جمع البيانات على أدوات الملاحظة بالمشارکة، والمقابلات شبه الموجهة. وانطلق من إطار نظري موجِه قوامه نظرية الحرکة الاجتماعية الجديدة، ومنظور الأنثروبولوجي ديفيد ريتشز. وقد خلص البحث إلى عدة نتائج من أهمها: (1) ثمة تناقض بين موقف الحرکة الرسمي من العنف من ناحية، وتصور الأعضاء العاديين للعنف، وممارسات الحرکة الواقعية من ناحية أخرى؛ وهو تناقض استراتيجي هادف، بما يعني أن الحرکة الاجتماعية تستعمل العنف وتوظفه على نحو استراتيجي ومنظم. (2)  ترتبط الحرکة بالعنف، إما عن طريق بلاغتها ولغتها أو أفعالها. ويمثل العنف جزءً من ذخيرة الحرکة. (3) تمثل الذخائر العنيفة مورداً. (4) تتخذ الحرکة الاجتماعية من العنف وسيلة لتشکيل الهوية. (6) إن تصور الحرکة للعنف تشکله الثقافة، وأن العنف في ذاته تمثيل لقيم ثقافية. وينتج العنف خبرات متميزة فذة تتوسطها الثقافة، وتُختزن في الذاکرة الجمعية لأعضاء الحرکة.