يتناول هذا البحث "أشعار تيبولّوس فى حب وکره ديليا" باستخدام المنهج التحليلى للأشعار التى تناولت علاقة الشاعر تيبولّوس بمحبوبته ديليا, ولقد تحدث تيبولّوس عن ديليا حبه الأول فى کتابه الأول فى خمس قصائد إليجية هى الأولى والثانية والثالثة والخامسة والسادسة. فى القصيدة الأولى وصف تيبولّوس ديليا أکثر من مرة بالسيدة أو سيدته وهو کالعبد لها وهذا نداء العاشق الإليجى للسيدة المتغطرسة والمتسلطة التى يکون لها عبداً وسعادته فى أن يعيش معها أفضل من أن يترکها وحيدة ويسافر ليشارک فى الحرب . فالقصيدة الأولى هى نموذج لکل سمات الشعر الإليجى التى أضاف إليها تيبولّوس حب الريف والحياة الرعوية التى کان يفضلها ويستمتع بها وتزيد من شعوره بالمتعة فى الحب ولذلک رکز فيها تيبولّوس على فکرة رفضه الحرب وتفضيل الذهاب إلى المزرعة بکل خيراتها ويختتم الحديث عن الريف وجماله بالإعراب عن رغبته فى البقاء إلى جوار ديليا .
أما فى آخر قصيدة تحدث فيها عن ديليا وهى القصيدة السادسة يعتب على إله الحب الذى أوقعه فى حبائل امرأة مخادعة هو الذى علمها فنون الخداع لزوجها الغافل وأکد فيها أنه لايستطيع إخفاء مشاعره الجياشة تجاه ديليا ولابد أن يسامحها مهما تفعل إکراماً لخاطر أمها التى يحبها حباً شديداً ويعترف بأنها هى التى جمعت بينهما ولو يسمح القدر له أن يضيف من عمره لعمر أمها لفعل وأنه يحب ديليا لأنها من دمها ويختم قصيدته متمنياً أن يظل حبهما نموذجاً يهتدى به أى محب .