تشهد الساحة السينمائية المصرية منذ ثورة 25 يناير بروز لنموذج البلطجي کأحد النماذج التي تم تقديمها بقوة خلال عدد من الأفلام السينمائية، وتستهدف الدراسة الحالية تحليل المعالجة الفنية لنموذج البلطجي في أفلام السينما المصرية التي أنتجت بعد ثورة 25 يناير للتوصل للمضمون القيمي والسلوکي الذي يقدم من خلالها.
تنتمي الدراسة الحالية لنوع الدراسات الوصفية التي تعتمد في تحقيق أهدافها على منهج المسح باستخدام أسلوب تحليل المضمون حيث قامت الباحثة بتصميم استمارة تحليل مضمون وقد استقرت الباحثة على تحليل عدد (9) أفلام هي إجمالي عينة الدراسة الحالية، وهى الأفلام التي تضمنت وجود شخصية البلطجي في إطار أحداثها حيث قدمت الأفلام عينة الدراسة (21) نموذج للبلطجي تم تحليلهم بالاعتماد على وحدة تحليل الشخصية.جاءت أهم نتائج للدراسة عن صورة البلطجي هي أن المعالجة الفنية تقدم البلطجي فى صورة الذکر، الشاب، الأعزب؛ مفتول العضلات الذي يتشابه في ملامح وجهه وجسده مع غالبية الشباب في المناطق الشعبية المصرية، ذو القدرات الجسمانية الخارقة وهو يتمتع عادة بصفة الذکاء والنشاط کما ترتبط عدد من الانحرافات الأخلاقية بنموذج البلطجي لکن الأفلام قدمته بصورة حيادية ولم تدعم أفعاله وأوجدت له العقاب.
خرجت الدراسة بعدد من التوصيات وأهمها أنه يجب توخي الحذر عند إنتاج أفلام تقدم نماذج سلبية في المجتمع مثل نموذج البلطجي من تقديم أي مبررات لها حتى وإن کان الدافع لارتکاب أفعالها هو الدفاع عن النفس وذلک حتى لا يترسخ ذلک في عقول المشاهدين ويحاول الجميع أخذ حقه بيديه فنجد أنفسنا في النهاية في غابة يکون البقاء فيها للأقوى، کما يجب الترکيز کذلک على العقاب الذي تناله هذه النماذج حتى يعرف المشاهدين أن لکل فعل سيء عقاب فيکون للفيلم بذلک دور في نشر التوعية لدى الجمهور.