إذا کانت نظرية قلق التأثر الذي أثارها الناقد الانجليزي (هارولد بلوم) قد أثارت ثورة فى عالم النقد الأدبى المعاصر ، وإن اعتبر البعض أن کتاب(قلق التأثر) أفضل الکتب النقدية المعاصرة ،فإننا من خلال هذا البحث نلفت الإنتباه إلى أن تلک النظرية مشار إليها فى تراثنا العربي القديم عن طريق (ابن طبا طبا) الذى أقر بأن الشاعر المحدث وقع فى أزمة نضوب المعاني ،فلم يجد بدا إلا الرجوع إلى القديم ليستمد منه معان فى غرض ما ويطوعها فى أغراض اخرى مستخدما فى ذلک ألطف الحيل هذا ماأقرته نظرية (بلوم) فى نظرية قلق التأثر بعمق العلاقة بين الشاعر المعاصر ونصه ، ونصوص السلف ، قائلا يجب على الشعراء المعاصرين ألا يکونوا مثل أبائهم ، وقلق التأثر ماهو إلا قراءة ضالة للسلف تؤدى على أقل تقدير إلى انحرافات فى الأسلوب أجملها(بلوم) في تقسيمات هي( الانحراف الشعري- تکامل وتضاد – التکرار والقطيعة – السمو المضاد – التطهر والنرجسية – عودة الموتى) کل هذة الشواهد والدلائل تؤکد ما للقلق من أثر فى التجربة الشعرية بکل جوانبها .. من موضوع ولفظه ، وعبارة ، وصورة ، وموسيقى والقلق هذا ولد تناصاً مع مجموعة من الشعرء الرواد القدماء الذين رسموا بعطائهم صورة الشعر المعاصر .