تناقش هذه الدراسة دُور الطائفة الشيعية (خاصة "العجم") من سکان الکويت في واحدة من أهم الحوادث التاريخية التي شهدتها الکويت في تأْريخها المعاصر، ألا وهي معرکة الجهراء التي حدثت سنة ١٩٢٠م وهددت بسقوط الإمارة وزوالها على يد جيش "الإخوان" بقيادة فيصل الدويش وهو من قادة إبن سعود البارزين. فتسلط الضوء على أهم المعلومات التي ذکرتها المراجع التاريخية - لاسِيما الکويتيين منهم - حول موقف سکان الکويت من الطائفة الشيعة بالأخص "العجم" من المعرکة المذکورة سواء تلک التي تَتّهمهم وتصفهم "بالخيانة" و"التخاذل"، أو تلک التي تُبرئ ساحتهم وتسقط عنهم تُهم التخاذل ولجوئهم إلى دار الإعتماد البريطاني بهدف طلب الحماية البريطانية (الجنسية البريطانية) هربًا من ساحات الحرب. فتفند هذه المقالة تلک الآراء بشکل علمي مُرتّب لتصل الدراسة لرؤية تاريخية مهمة مغايرة لجميع المراجع التاريخية التي تطرّقت لدور الشيعة في المعرکة، والتي تضمّنت إسقاط تُهمة التخاذل عنهم والتأکيد على مشارکتهم في حماية مدينة الکويت وبناء السور والمشارکة في ميدان المعرکة على حد السواء من خلال تعزيز الإستنتاج بالشواهد التاريخية والأدلة الوثائِقية المعاصرة وخصوصًا الأهلية والأمريکية والبريطانية.