يطمحُ بحثنا إلى متابعة حرکة المصطلح النقدي في کيفية تحاوره مع الخطاب النقدي الذي انتجه وعلاقته من ثم بالنوع الادبي شعرا ونثرا , واختار البحث لتحقيق فکرته والاجابة عن أسئلته مصطلح الشعرية بوصفه واحدا من ابرز المصطلحات الوافدة الى الشرق الاوسط والعالم العربي في منظومته الثقافية والفکرية لنرى کيفية التعامل مع التيارات الادبية المنتجة للمفاهيم والافکار بعد الدخول في تحاور مع هذه المصطلحات وبسطها على طاولة المعاينة التحليلية للخلوص بنتائج عن اهمية هذا المبدأ النقدي والفکري بالنسبة للمشتغلين في حقول وفنون الادب المتنوعة .
إنّ تناول الشعرية وتجلياتها المتنوعة سيکون بدءأ بالقول عنها کما قدمه ارسطو في کتابه ( فن الشعر ) وصولا إلى يومنا
النقدي هذا، لذلک يريد البحث تحقيق التماس مع مقتربات مفهوم الشعرية والدخول في مناقشتها وعرض أبرز تطوراتها کما جاء في تنظيرات المفکرين والنقاد من مثل جان کوهن وياکبسون وريفاتير وغيرهم من أقطاب الشعرية وخطابها في العالم, فهل ثمة فروق جوهرية بين حواضن المصطلح الادبي وبين تلقيه من ثقافات اخرى , واذا کان الامر کذلک فکيف تحققت هذه الفروق في تبني المصطلح وتطبيقه على نوع ادبي وفنون تنتمي لثقافات مختلفة , اننا نقول ان المصطلح ونظرياته أمر يندّ عن الحصر والتقنين , انه داخل في مسبار کوني يجعل تناوله صالحا لکل زمان ومکان وأمّة , وما دمنا نسير في رکب الثقافة المعولمة فمن المنطقي ان نسحب التنظير النقدي الجديد الى عالمنا ونتفاهم معه فوق خارطة انتاجنا الادبي المتنوع , ووفقا لذلک ايضا تسير مفاصل البحث ليقف لاحقا مع الجهد العربي النظري وکيفية تعامله مع قوانين الشعرية وتلقّي مفرداتها بالتنظير والتشريق والتعريب ايضا .