تتلخص إشکالية البحث في الکشف عن دور التغييرات الثورية في إعادة بناء الثقة لدى الشباب الجامعي، من حيث التأثير على ؛ التفضيلات السياسية للشباب، المشارکة السياسية للشباب، تقييم الأداء السياسي للحکومة ومؤسساتها، والتوقعات المستقبلية للأوضاع السياسية.
حيث إن التغييرات الثورية قد أعادة الثقة لدى الشباب على کافة المستويات حيث أصبح لديهم تصورًا حول الأنشطة السياسية التي يفضلونها وکيفية ممارسة العمل السياسي بالشکل الذي يرتضيه کل منهم، فأصبح هناک ثقة في إدارة العملية السياسية ذاتها کإدارة الانتخابات، والتعددية الحزبية الحقيقية، کذلک الثقة في کفاءة الأداء الحکومي ومؤسسات الدولة من خلال التماسهم العذر للحکومة نظرًا لاطمئنانهم لتصرفاتها التي لن تخرج عن الصالح العام، باستثناء بعض المؤسسات التي رآها الشباب لم تتغير بعد الثورة بل تغيرت للأسوأ مثل مؤسسة الإعلام سواء الحکومي أو الخاص. أما بخصوص التوقعات المستقبلية للأوضاع السياسية؛ اتسمت هذه الرؤية بالضبابية خصوصًا بعد حدوث تغييرًا آخرًا في الثلاثين من يونيو عام 2013م حيث حدثت بعض الاختلالات على کافة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي جاءت في وسط موجة عالية من التفاؤل والثقة في المستقبل، لتُدْخِلهم في مرحلة من البناء والتغيير ربما يعتقد الکثير منهم أنها مرحلـة بعيدة الأمد، وذلک ما شوش النظرة المستقبلية للشباب.
فالإشکالية التي تواجه الشباب تجاه المشارکة السياسية هي إشکالية فهم النظام السياسي لشريحة الشباب، فلم يکن الوسط السياسي يدرک بعد طبيعة الشباب وتکوينه، سيما مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي کانت تحيط بالشباب وتکوّنه، وقد أدى الجهل بالشباب إلى ممارسات قمعيَّة أحيانًا زودت في الشباب أنفسهم عوامل القطيعة، والبعد عن السياسية بوصفها – السياسة - في نظرهم قطعة جامدة صلبة وجافة تقتصر على أشخاص بعينهم، ولا عدل ولا نزاهة فيها. ومن جانب آخر إذا کان هناک إحساسًا حقيقيًا من جانب القائمين على النظام السياسي بهموم الشباب ومعاناتهم، ذلک سيوفر الطريق لفتح علاقة معهم، أمّا الاستهزاء بتلک الهموم بادعاء أنها مجرَّد أوهام صبيانية، فلن يقدِّم شيئًا بل سيزيد الهوَّة الفاصلة بدل أن يردمها.