شغل الليل منزلته المنتظرة في القصائد العربية؛ وهو ما يؤکد على کونه من الموضوعات الشعرية الملهبة والملهمة لمخيلة المبدع العربي، وقد تناوله شعراء العرب القدامى منهم والمحدثون، وظهر الليل أکثر ما ظهر في شعر الرومانسيين، ولم لا؟ وهو ملتقى المحبين إذا التقوا، و متلذذ ذکراهم إذا افترقوا، وقد انسابت ظواهر الطبيعة انسيابا متغلغا، لا ينفک عن الأدب الرومانسي، ومن أبرز سمات الرومانسية إسقاط معاناتهم، وخلع مشاعرهم على الطبيعية؛ فيصبحان هم وهي کيانا واحدا، فأنت تراه بعين الشاعر الرومانسي، على غير ما تراها عند غيره؛ إذ کادوا أن يتفقوا في نظرتهم لليل، على أنه هو الملهم والصاحب ومثير الإبداع والخلق الأدب؛ فجاءت قصائده مطعمة بذکر الليل وآثاره عليهم، فجاء هذا البحث لتناول أسرار الليل البلاغية، والأدبية التي جالت في أشعارهم.