تأتي هذه الدراسة لتبحث في موضوع قضايا النوع الاجتماعي کما يعکسها المجتمع الافتراضي، فإذا کانت الآراء منصبة في الاتجاه الذي يؤکد على التأثير العميق الذي بات يمارسه هذا المجتمع على حياة الانسان في کافة جوانبها، فقد رکزت الباحثة في هذه الدراسة على زاوية من زوايا التأثير الذي بات يمارسه هذا المجتمع في تشکيل وعي أفراد المجمع في جوانبه المعرفية والقيمية، وعلى ذلک تحددت إشکالية هذه الدراسة في سؤال مؤداه: کيف يعکس المجتمع الافتراضي العربي قضايا النوع الاجتماعي؟
وسعت الدراسة نحو تحقيق هدف عام مؤداه: رصد أهم ملامح التناول الافتراضي لقضايا النوع الاجتماعي, وتحت مظلة هذا الهدف العام جاءت الأهداف الفرعية التالية:
- رصد أهم القضايا التي يطرحها المجتمع الافتراضي في تناوله لإشکالية النوع الاجتماعي.
- التعرف على طبيعة الخطاب الافتراضي حول قضايا النوع الاجتماعي.
وقد اعتمدت الباحثة على منهج تحليل الخطاب وذلک لوصف طبيعة تناول المجتمع الافتراضي في تناوله لقضايا النوع الاجتماعي، فضلا عن ذلک استخدمت الباحثة على أداة استمارة تحليل المحتوى.
وقامت الباحثة باختيار عينة تقع ضمن نطاق العينات العمدية الغرضية، وذلک ضمن عدد من الشروط وبلغ حجم العينة (23) صفحة من صفحات موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوک).
هذه وقد خلصت الدراسة لعدد من النتائج من أهمها: أن قضايا حرية المرأة احتلت الترتيب الأول في اهتمام المجتمع الافتراضي، يليه في الترتيب الثاني قضايا المجتمع الذکوري، وفي الترتيب الثالث جاءت قضايا حقوق المرأة، وفي الرابع قضايا العنف ضد المرأة, وفي الخامس جاءت قضايا تمکين المرأة, وفي السادس جاء التمييز ضد المرأة.
کما أوضحت النتائج أيضا أن الخطاب الذي يتبنى مواقف دفاعية من قضايا النوع الاجتماعي هو الذي يسيطر على صفحات المجتمع الافتراضي موضع التحليل، فباستثناء صفحتين فقط وهما من بين الصفحات الثلاث وعشرون فإن کافة الصفحات اتخذت مواقف مدافعة ومعززة لقضايا النوع الاجتماعي.