تکمن خطورة انتشار مشکلة أطفال الشوارع من کونها تعرض هؤلاء الأطفال لألوان شتى من الإيذاء الجسمي والجنسي والنفسي، وکذلک الحرمان من بناء علاقات اجتماعية سليمة، بالإضافة إلى حرمانهم من الحد الأدنى للغذاء، والمسکن، والتعليم، والصحة، وکل ما يشکل صوراً لإهدار حقوقهم؛ مما يعرضهم لمخاطر يستحيل عليهم مواجهتها، الأمر الذي يستلزم ضرورة توفير جهود وسياسات وبرامج منظمة للحد من مخاطر تعرضهم للإيذاء الذي يخالف ما جاءت به الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تعد بنياناً متماسکاً، لتنظيم کافة شئون الطفولة.
وعليه أصبح من الأهمية تدخل المنظمات غير الحکومية للدفاع عن حقوق الطفل باعتبارها أکثر إحساساً بالحاجات الفعلية للمواطنين، وقد أکدت الدراسات والبحوث على ضرورة مطالبة المنظمات غير الحکومية بالتخطيط للبرامج والمشارکة في استحداث أجهزة وطرق معينة للدفاع عن حقوق الطفل، ووضع البرامج الکفيلة بتنفيذها ودعوة المنظمات الدولية لدعم هذه البرامج، خاصة بعد أن قامت وزارة التضامن الاجتماعي بالتأکيد على أن بعض المنظمات غير الحکومية تسهم في تنفيذ مسئولياتها وتعمل بالوکالة عنها في المجالات التي من المفروض أن تقوم بها الحکومة.
وبناء على ما سبق يتحدد موضوع الدراسة ومشکلتها الرئيسية في تحليل ورصد الواقع الفعلي لخدمات الجمعيات الأهلية المرتبطة بدعم حقوق أطفال الشوارع للتعرف على دورها الفعلي وما يرتبط به من معوقات تحول دون مساندة أطفال الشوارع وحصولهم على حقوقهم.
وقد اعتمد الباحث على منهج المسح الاجتماعي بالعينة على الأطفال المقيمين والمترددين بمراکز أطفال الشوارع وکذلک دراسة حالة بعض الجمعيات الأهلية العاملة في مجال رعاية أطفال الشوارع ، وقد اعتمدت الدراسة الراهنة على الأدوات التالية :
أ- استمارة استبيان عن دور الجمعيات الأهلية في دعم حقوق أطفال الشوارع.
ب- دراسة حالة بعض الجمعيات الأهلية العاملة في مجال رعاية أطفال الشوارع.
ج- مقابلات مفتوحة مع الأخصائيين ومديري الجمعيات.
وقد أسفرت نتائج الدراسة على:
· أن أغلب أعمار الأطفال الذين اشتملتهم الدراسة يقع في الفئة العمرية من (14- 18) سنة.
· أن معظم هؤلاء الأطفال جاءوا إلى الجمعيات الأهلية التي تهتم برعايتهم من خلال الأصدقاء.
· أن أکثر أدوار الجمعيات المرتبطة بدعم حقوق الطفل المدنية والاجتماعية قد تحددت في "تقديم خدمات الإرشاد النفسي والاجتماعي للأطفال"، وجاء في المرتبة الثانية حرص الجمعية على تنمية وعي الأسر بالأساليب المناسبة لتربية ورعاية الأطفال.
· أن أهم أدوار الجمعيات الأهلية المرتبطة بدعم الحقوق الصحية للأطفال قد تمثلت في حرص الجمعيات على توفير وجبات غذائية نظيفة لکل طفل، وجاء في نفس المرتبة حرص الجمعية على توفير خدمات الکشف الطبي الدوري على الأطفال.
· أن أهم الأدوار التي تمارسها الجمعيات الأهلية لدعم حقوق الطفل التعليمية قد تمثلت في "حرص الجمعيات الأهلية على توفير الاحتياجات المتعلقة بالمدرسة وفصول محو الأمية"، وما يرتبط بذلک من توفير الزي المدرسي وسداد المصروفات الدراسية.
· أن أهم الأدوار التي تمارسها الجمعيات الأهلية لدعم حقوق الطفل الثقافية قد تمثلت في أن الجمعية تنظم برامج ثقافية لإتاحة الفرص للأطفال للتعبير عن آرائهم .
· أن أهم الأدوار التي تمارسها الجمعيات الأهلية لدعم حقوق الطفل الترويحية قد تمثلت في توفير الجمعيات الأهلية لأنشطة ترويحية متنوعة للأطفال، وکذلک تحفيز المتميزين منهم في الأنشطة .