داعي الدعاة الفاطمي مؤيد الدين هبة الله بن أبي عمران موسى بن داود الشيرازي واحد من الشخصيات التي کان لها دورا بارزًا ومميزًا في تاريخ الدولة الفاطمية سواء کان على صعيد الدعوة, إذا عمل على نشرها في أنحاء کثيرة من مناطق العالم الإسلامي من خلال رحلته التي بدئها من موطنه بلاد فارس قاصدا القاهرة مقر الخلافة الفاطمية آنذاک , أو على الصعيد السياسي, فقد استطاع تحقيق الحلم الفاطمي بإقامة الخطبة الفاطمية في بغداد سنة ( 450 ه _ 1058 م ) , وتأتي أهمية السيرة المؤدية بکونها الوثيقة التاريخية الوحيدة التي حفظت لنا مناظراته التي عقدها في بلاد فارس لنشر مذهبه الاسماعيلي . فضلاً عن ذکره لکثير من الأحداث التاريخية الأخرى الخاصة بتاريخ الدعوة الإسماعيلية والدولة الفاطمية , والهدف من الدراسة هو تسليط الضوء على المناظرات فقط لايضاح دور الداعي في عقدها وأثرها بنشر الدعوة الفاطمية في الاوساط السياسية والعامة في بلاد فارس و ابراز العقائد الاسماعيلية التي رکز عليها داعي الدعاة في هذه المناظرات. ولکي نهئ ذهن القارئ لطبيعة ومجريات وأهداف هذه المناظرات مهدنا بصورة مبسطة دون الخوض في التفاصيل الدقيقة لطبيعة المناظرات التي عقدها دعاة الإسماعيلية في مراحل دعوتهم الأولى . بعد ذلک ذکرنا المناظرات التي ذکرها الداعي في سيرته مثل مناظرته مع مجموعة من العلماء في حضرة ابي کليجار البويهي ثم مناظرته مع الخرساني واخيرا مناظرته مع العلوي الزيدي , حسبما أوردها في سيرته, محاولين الترکيز على ثناياها وما جارى فيها من جدال وسجال بين داعي الدعاة الشيرازي الممثل عن المذهب الإسماعيلية والمناظرين له من المذاهب الإسلامية الأخرى ثم ختمنا البحث بأهم النتائج التي توصلنا لها من خلال البحث , وهي عقدها في شيراز من بلاد فارس موطنه الاصلي قبل أن يغادرها إلى مقر الدعوة الفاطمية أنذاک القاهرة، وهو لم يزل في مرتبة داعي قبل أن يصل الئ مرتبة داعي الدعاة وهي أعلئ مرتبة في سلم الدعوة الفاطمية وکان يعقدها بحضور عدد من الشخصيات السياسية مثل أبي کاليجار البويهي والقادة والعلماء من مختلف المذاهب الاسلامية الاخرى , کانت سيرته المصدر الوحيد الذي حفظ لنا هذه المناظرات التي کتبها بنفسه ؛ لذلک أتسمت هذه المناظرات بالتفصيل والاطالة في سرده أما أبرز المواضيع التي طرحها الداعي في مناظرته هي تأکيده على عقائد الإسماعيلية