يعتبر موضوع المقومات الطبيعية ودورها في التنمية الريفية المستدامة إشکالية تطرح نفسها بقوة نظرا لکونها تتخذ مظاهر وأبعاد مختلفة، ولعل الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها المنطقة الريفية النهرية الموريتانية والاختلاف البين بين مقوماتها الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية، والمفارقات القوية التي تظهر جلية بين ريف النهر السنغالي وبقية الريف في موريتانيا؛ سواء من ناحية السکان وکثافتهم، أو من حيث وسائل الإنتاج وطرق الاستغلال، مع ما يتوفر في المنطقة من مقومات طبيعية تلح على وجود مؤسسة فاعلة تتحرک في مجال متجانس ثقافيا واجتماعيا واقتصادي.
تعالج هذه الدراسة أثر الموارد الطبيعية في التنمية الريفية المستدامة في موريتانيا، متخذة من الولايات الجنوبية المطلة على نهر السنغال أنموذجا للدراسة، وتهدف هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة أهداف أهمها التعرف على أهم المقومات الطبيعية المساعدة على تنمية المجال الريفي في بعض الولايات  المطلة على نهر السنغال بموريتانيا، ومعرفة مدى أهمية الموارد الطبيعية في منطقة الدراسة، إضافة إلى أهم المشکلات التي يعاني منها المجال الريفي والحلول المقترحة.