تقف هذه الدراسة على مهارة الشاعر ابن الحداد الأندلسي، في حسن التخلص في قصيدة المدح، ومدى مهارته في الانتقال من غرض إلى غرض في القصيدة نفسها، وأهمها: الانتقال من الغزل والنسيب إلى المدح، وقد أحصى الباحث عشر قصائد مدحية، تجلى فيها حسن التخلص، وظهر من خلالها براعة الشاعر وحسن انتقاله من الغزل إلى المدح، وکان ذلک أکثر تجليا في القصائد التي مدح بها المعتصم بن صمادح ملک المرية، والمقتدر بن هود ملک سرقسطة، فقد بدأ أغلب قصائده بالتغزل بمحبوبته النصرانية (نويرة)، ثم ينتقل إلى المدح، فيذکر صفات المعتصم، وکان خروجه من الغزل الى المدح في البيت نفسه أحيانا، وفي بيتين أحيانا أخرى، ونجده في بعض قصائده، ينتقل من الغزل إلى الحديث عن الدهر؛ ليصل أخيرا إلى المدح، وفي مدحه للمقتدر بن هود ملک سرقسطة، يظهر حسن التخلص عنده في الحديث عن الدهر وتقلباته، لينتقل إلى المدح فيجعل الدهر سببا في خروجه من مدينته المرية، حين ترک المعتصم وتوجه إلى سرقسطة