يُعدُّ اللّون عنصراً مهماً من عناصر البناء الفني للصورة الفنية، بما يحمله من سمات جمالية، ودلالات ذات علاقة بالرؤية الفنية، ففي معظم الأحيان، يکشف اللّون عن إحساس الشاعر ومشاعره وأفکاره، ويجسد کلّ ذلک باللّون، فإذا کان في حالة فرح وسرور يختار ألواناً معيّنة تدل على الفرح والسرور، أما إذا کان في حالة حزن واکتئاب يختار ألوانا تدل على الحزن والاکتئاب؛ ولهذا يُعدُّ اللّون من العناصر التي يعتمد عليها الباحث في الکشف عن شخصية الشاعر ومزاجه وما يدور في ذهنه من أفکار. ويستطيع الشاعر عن طريق اللّون أن يقيم علاقة بينه وبين القارئ، وذلک لأن هذه الألوان تحمل دلالات ورموز، وهذه الدلالات والرموز تختلف بين المجتمعات، وتختلف من مرحلة تاريخية إلى أخرى، وقد تکون هذه الدلالات فنيّة، أو دينيّة، أو نفسيّة، أو اجتماعيّة، أو رمزيّة. وحينما تظهر الألوان في النص الأدبي تبهر القارئ بجمالها وتأثيرها، ويبدأ القارئ بالبحث في دلالة اللّون، ويفهم دلالة اللّون من خلال السياق العام للنص  الشعري؛ وعليه فإن السياق هو الذي يحدد وظيفته وفاعليته.
واختار الباحث هذا الموضوع؛ لأنّ الصورة الفنية هي إحدى دعائم بل أساس التجربة الشعرية، وللّون الأثر البالغ في رسم الصورة الفنية، فالصورة اللّونية هي من أرقى الصور في عالم الشعر. والتصوير اللّوني، هو تصوير حسي، يعتمد على حاسة البصر، والصورة الحسية هي المصدر الأساسي للصورة الشعرية، ومن المتوقع ظهور اللّون في عملية الأداء الفني؛ ليؤدي دوره في نقل المدلول التأثيري. ونلحظ من خلال التصوير باللّون أنّ التصوير القرآني حافل بالتصوير اللوني.
وأما اقتصار الباحث على موضوع المديح في شعر الشاعر؛ فهذا يعود إلى أننا أمام شاعر من کبار شعراء العصر العباسي، وديوانه ضخم الحجم ومتنوع الأغراض؛ فلهذا اختار الباحث موضوع المديح فقط؛ لکي يکون الموضوع محدداً، ويتناسب مع حجم البحث.