شهدت اليمن صراعاً خلط بين السياسة والمذهب، کان من العسير فک ارتباطاتهما ببعضهما، وذلک لتداخلها القوي ولعمق جذورها الممتدة بموضوع الإمامة في الإسلام. ومن هنا أصبحت قبيلة همدان بحجمها الکبير ساحة للتصارع والتجاذب بين القوى الإسماعيلية والزيدية في اليمن، والتي أرادا استثمار قوة همدان لمصلحتها في التوسع والتمدد السياسي والمذهبي، فخاضت من أجل ذلک حروباً متتالية کانت محصلتها سيطرة الدولة الصليحية على اليمن بعد القضاء على الزعامات الهمدانية المعارضة وکسر شوکة قبائلها، لکن ذلک کله تعرض في أواخر عهد السيدة الحرة أروى الصليحية لانتکاسات بسبب کثرة الاضطرابات القبلية والانقسامات المذهبية بين الدعوة الإسماعيلية في اليمن ومصر، الأمر الذي أضعف الدولة الصليحية وأدى إلى تراخيها وسقوطها فيما بعد.