إن احتمالات التأويل ضمن الإطار الموضوعي لمفردات مثل الاستئصال أو الاغتصاب أو الإخصاء تأخذنا إلى اتجاهات مختلفة من القراءة، ولعلنا هنا نشير إلى أن مرجعية هذه اللقطة تتجاوز حدود موقعها المعجمي إذا أخذنا في الاعتبار درجة الترميز الذي تضخه أسطورة الأمازونات في مقابل مجموع التأويلات والاحتمالات التي تبثها الرواية على مدار صفحاتها، کفضاء الکلمة يتسع بشکلٍ يتجاوز مسألة أن يکون الإخصاء فعلاً عضوياً هدفه أن يعطل قدرات المخصي ويسلب کل احتمالية لوجوده وفاعلية هذا الوجود، فإذا أخذنا الإخصاء بمفهومه الأسطوري ضمن رؤية الفعل المتخيل وضمن مبرراته داخل الأسطورة نفسها وجدنا أنه يطلبُ أفقاً قرائياً خاصاً لا يقنع بمجرد القراءة الشکلية أو العابرة لنص الأسطورة، إذ ليس من المقبول أن نفهم فعل الأمازونات کردة فعلٍ على سلوک عدواني مورث تجاهها، بل على اعتبار أنه يحمل رمزية تناسب القدرة التخيلية التي تتوفر عليها الأسطورة، فهو إخصاءٌ لا بهدف تحقيق هدف يضعنا ضمن مفهوم الاستلاب العضوي، وإنما يريد أن يکون إخصاءً من نوع آخر وهو استعادة الأنوثة عبر تعطيل مقومات الفعل الذکوري،هذا في مستوي البعد الرمزي ضمن دلالة الفعل الأمازوني.