تعتبر مارينا کار من أبرز کتاب المسرح الذين أهمتوا بکثير من القضايا المعاصرة في کتاباتهم ومن أبرز هذه القضايا قضية بناء الشخصية المعاصرة والتي يرون أنها قد تعرضت لکثر من التشويه والتزييف ، وهکذا فقد أستطاعت الأغلبية السائدة تشويه الهوية المعاصرة للأقلية المستضعفة وذلک بالسيطرة علي الرکيزة الأساسية لبناء الشخصية وهي الأسطورة ، وذلک لان الأسطورة قد تداولتها الأجيال دون نقاش أو جدال لرسم معالم وسمات الشخصية.
فشلت الأقليات في الإلتزام بما تمليه عليها سمات تلک الهوية الزائفة التي تروج لها هذه الاساطير مما أدي إلي نتائج وخيمة فظهرت نتيجة لذلک ما يعرف بالشخصية المهمشة ، وفي ضوء هذه الخلفية التي أظهرت الدور الجوهري التي لعبته الأسطورة في رسم و تجسيد شخصية الأقليات فإن هذه الدراسة تهدف إلي توضيح هذا الدور للأسطورة کما صورتها مارينا کار وإلقاء الضوء علي بعض الأساطير التي روج لها المستعمر أو المجتمع الذکوري أو غيرهما من الأغلبية السائدة ، ومن أجل الوصول لأفضل النتائج فإن الدراسة لجأت إلي تطبيق منهجاً تحليلياً من مناهج التحليل النفسي التي تعتمد علي تطور الشحصية عند فرويد وعند يانج إلي جانب جوليا کريستيفا ومن أهم هذه النظريات نظرية اللاوعي لفرويد ويانج ونظرية فصل الذات عما يهدد هويتها لکريستيفا ، وبالإضافة إلي ذلک طرحت مارينا منهجاً جديداً لإعادة بناء الأسطورة مستوحى من نظرية کريستسفا وهي أسطورة فصل الذات عن کل ما يهدد فرضيتها مثل الأمومة واللون والطبيعة الذکورية أو الانثوية .
ومن هذا المنطلق نجد الشخصيات في مسرحيات کار تتطلع للعودة إلي الطبيعة ، وتفضل الهروب من الحياة إلي الموت حيث يعيشون حياة أبدية في عالم آخر.