رکزت هذه الدراسة على جيومورفولجية مصبات الأودية المغمورة بساحل هضبة البطنان ، بغية الوصول إلي معرفة سماتها العامة والاشکال الأرضية المصاحبة لها ، وخصائصها الطبيعية والمورفومترية والعلاقات المتبادلة فيما بين تلک الخصائص، إضافة إلي معرفة أصل نشأتها وعوامل تطورها، وکذلک أهميتها التطبيقية. وقد اوضحت دراسة الخصائص المورفومترية أن هذه المصبات متباينة في مساحاتها وأبعادها ، وفي معدلات تعرج خطوط شواطئها، ومقدار توغلها باليابس، واتجاهاتها صوب البحر، فقد بلغ إجمالي مساحة المصبات 2322133,68 متر مربع، کما بلغ طول خط الشاطئ متعرجاً 37,5 کم ، وطوله مستقيماً 17,5 کم، بفارق بين بلغ 20 کم
کشفت نتائج تطبيق معامل ارتباط بيرسون عن اثنتين وعشرين علاقة إحصائية إرتباطية دالة عند مستوى دلالة 0,01 ، و مستوى 0,05 ، بين المتغيرات المورفومترية المختلفة ، وقد بينت مدي شدة الترابط بينها في تأثير کل متغير منها على الاخر
تعددت الظاهرات الجيومورفولوجية المصاحبة للمصبات وتنوعت خصائصها وابعادها وأشکالها ، ومن أهم الظاهرات التي برزت ، الشواطئ والکثبان الرملية ، والقنوات المائية والسبخات ، والرواسب الفيضية ، ناهيک عن الاقواس والارصفة والفجوات والکهوف البحرية .
مرت المصبات خلال نشأتها وتطورها بثلاث مراحل تمثلت في : مرحلة تعميق أودية المنطقة لمجاريها ، وقد سادت في أواخر فترة فورم الجليدية (20000 سنة من الأن) ، وقد حدث خلالها انخفاض في مستوى سطح البحر ، المصحوب بتجديد شباب الانهار وتعميقها لمجاريها بغية الوصول لمستوى القاعدة الجديد انذاک . والمرحلة الثانية هي مرحلة تشکل المصبات (الهولوسين 10000 إلي 4000 سنة ق . م ) حدث ارتفاع في مستوى سطح البحر وغمرت مصبات الأودية بمياه البحر التي توغلت بها لمئات الامتار ، تليها مرحلة تطور المصبات (3000 سنة ق . م حتى الوقت الحاضر) حل الجفاف وتراجعت مياه البحر وظهرت مصبات الأودية المغمورة بشکلها الحالي
کما توصلت الدراسة إلي تبيان الأهمية التطبيقية لمصبات الأودية المغمورة والتي اتضحت في إمکانية استغلالها في مجالات عدة منها : السياحة ، والمرافئ ، ونقاط المراقبة ، کما يمکن استثمار الرواسب الفيضية المصاحبة لها في زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل .