يعتبر العنف ظاهرة قديمة قدم الإنسانية ولکن الجديد أن يرتبط مع متغيرات الحياة الحديثة حيث إرتباطه بالتحضر والعولمة والثورة التکنولوجية ، فيساهم التحضر بتقنياته الحديثة في تغير الأساليب المستخدمة في العنف وخاصة بين شريحة مهمة في المجتمع وهي الشباب فمنه يصدر العنف وإليه ترتد نتائجه ،هذه الشريحة ترتبط بشکل مباشر بالجامعة التي هي إحدي أهم المؤسسات الاجتماعية التعليمية الرسمية والتي لها دور کبير في معالجة الکثير من القضايا المجتمعية بعامة وقضايا الشباب بصفة خاصة .
وبما أن العنف أصبح أحد خصائص العصر الذي نعيشه بکل متغيراته الحضرية فقد إختارت الباحثة المشکلة البحثية : التحضر والعنف في المؤسسة التعليمية " دراسة ميدانية مقارنة" ، بهدف الکشف عن مدي وجود العلاقة الإرتباطية بين ظاهرتي التحضر والعنف داخل أهم مؤسسة رسمية مؤثرة في المجتمع ، ليس عنف الطلاب فحسب ولکن عنف أعضاء هيئة التدريس و الإدارة أي العنف بکافة مصادره داخل الجامعة ، حيث يرتبط هذا العنف بما نسميه بالعنف الرمزي .
وجاءت أهمية المشکلة البحثية من أنها انتشرت انتشاراً واسعا داخل المؤسسات التعليمية وباتت تمثل تحديات للمجتمعات عالمياً ومحلياً ، وتطبيقياً ترجع أهمية البحث إلى محاولة معرفة أسباب هذا العنف وطرق علاجه للتوصل إلي مجموعة من النتائج تفيد القائمين علي التعليم الجامعي في الحد من هذه السلوکيات العنيفة التي أصبحت ملازمة للمؤسسة الجامعية مؤثرة بالسلب علي العملية التعليمية فيها ، وقد استخدمت الدراسة بعض القضايا النظرية للعنف الرمزى وکذلک نظرية التفاعلية الرمزية .