من خلال هذه الدراسة حاولنا الکشف عن مساحة التعالق النصي بين نصوص الرواية الليبية وبين البنية الاجتماعية التي أنتجت في إطارها هذه النصوص، والوقوف على تجليات هذه العلاقة داخل هذه النصوص، وما تحيلنا عليه من انعکاسات المجتمع داخل نسيجها،والتي عبرها ندرک تعالق الرواية کبنية صغرى مع البنية الاجتماعية بکافة أنساقها وأبعادها الأيديولوجية والثقافية، ومن هنا يمکن الکشف عن أشکال ومظاهر حضور البنية الاجتماعية داخل النص الروائي، وکذلک يمکن إدراک مساحة التلاقيبين کتاب المجتمع الواحد وما يسم کتاباتهم من طابع خاص يميزهم عن أقرانهم في المجتمعات الأخرى، ويمکن کذلک تبيانانعکاس التعدد الثقافي والأيديولوجي في المجتمع عبر التعددية الصوتية القائمة داخل الرواية، والتي هي انعکاس عبر وعي الکاتب لذلک المجتمع، فالرواية في أغلب حالاتها هي تعبير عن واقع اجتماعي معيش، أراد الکاتب أن يحاکيه بطريقة أو أخرى، وکل هذا الزخم الاجتماعي والثقافي والأيديولوجي بکل أبعاده، لا يمکن تحسسه إلا عبر لغة النص وتقنياته، باعتبارها هي المادة الحکائية الماثلة أمام القارئ، واختزلت کل هذا الزخم المتباين من هذه الأبعاد.
وقد تم إدراک ورصد أبعاد وتجليات هذا التعالق النصي في الرواية الليبية عبر مستويين:
- خطاب الشخصيات وأبعادها الأيديولوجية.
- أساليب الشخصيات الکلامية وعلاقتها بالبعد الاجتماعي.
عبر هذين المستويين أدرکنا مدى التنوع الفکري والثقافي، وحتى الطبقي بين الشخصيات المتحاورة، فلکل شريحة فکرية أو ثقافية أو اجتماعية، ولکل طبقة اقتصادية خطابها اللغوي، وأسلوبها الکلامي الذي يتناسب معها ويعبر عن منطلقاتها ومبادئها، وآمالها وآلامها.