تتناول هذه الدراسة الدور الذي يلعبه فن الکاريکاتير في رصد المجتمع بعيوبه والشخصيات النمطية التي تبرز بعض التصرفات الواجبة النقد بهدف محاربة تلک الآفات التي يرى رسام الکاريکاتير ضرورة التخلص منها ليکون المجتمع سليمًا صحيًا. ونرکز في الدراسة على رؤية الکاريکايتر للمرأة حيث کانت ومازلت محورًا للکثير من أعمال کاريکاتير ومثارًا لسخرية الرسامين...! ولقد لجأنا في دراستنا إلى عقد مقارنة بين الرسام المصري مصطفى حسين والفرنسي جون کابو حتى نعرض وجهة نظر کل منهما في مجتمعه ونقاط التشابه والاختلاف.
ونتبع في هذه الدراسة أسلوبًا أدبيًا ومنهجًا وصفيًا تحليليًا لعناصر المجتمع وظواهره معتمدين على الرسومات الکاريکاتيرية بما فيها من رموز استدلالية تعکس أفکار الرسام وما يصبو إليه من خلال الاسقاطات التي تشير إليها رسوماته الکاريکاتيرية. وهکذا فهو أيضًا منهجًا تجريبيًا إجتماعيًا يهدف إلى دراسة أوضاع إجتماعية مرفوضة...
ولقد لجأنا بلا شک في دراستنا إلى الأدوات التقليدية لجمع المعلومات، أي الکتب والمجلات إلا أن طبيعة الموضوع فرضت علينا أيضًا استخدام الأبحاث المنشورة على شبکة الإنترنت فيما يتعلق بالرسم عامة واستقرائه وخاصة رسوما الکاريکاتير کما تعين عينا اللجوء أيضًا للإنترنت لإيجاد الرسومات المحفوظة في أرشيف نظرًا لأن الکاريکاتير هو فن يتعلق بالأحدث الجارية فکان لزامًا أن نبحث في تاريخ کلا الفنانين لکي نغطي جزء من أعمالهما... کما استطعنا أن نقوم بعمل لقاء شخصي مع الرسام مصطفى حسين.
توضح هذه الدراسة الدور الهام الذي يمکن أن يلعبه الکاريکاتير في التوعية لمختلف طبقات المجتمع حيث أن درجة استيعاب أفکاره تتدرج من أقل الناس علمًا والذي سيتلقى الرسم بشيء من السطحية التي لن تضر بالرغم من ذلک بالهدف المرجو لتصل إلى مرتبة المثقفين الذين سيحللون کل لفتة وتعبير ولون وملبس... إلخ ولذا يجب إفساح المجال للکاريکاتير حتى يحتل مکانة أکثر أهمية ليقوم بدوره على أکمل وجه.