شکل انتخاب حسن روحاني فرصة لتغيير طبيعة العلاقة بين إيران والغرب، على أن هذه الفرصة يجب مقاربتها بواقعية ووعي بمحددات السياق السياسي الإيراني.
إن الانتصار الذي حققه روحاني يعبر عن ائتلاف واسع من المصالح التي جمع بينها قاسم مشترک من الکراهية والرفض للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وسياساته. ولاشک أن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يکن أمامه من خيار سوى الرضوخ لحالة الغضب العارمة التي اجتاحت الشارع الإيراني جراء الأزمة السياسية والاقتصادية التي لفت البلاد.
ومع التغير الإيجابي الذي حمله خطاب روحاني في التعاطي مع السياسة والمجتمع، فقد بدا أن هناک عملية تحول متسارع في توجهات السياسة الإيرانية التي أصبح أحد محاورها الرئيسة تحقيق الاستقرار الاقتصادي عبر الدفع في اتجاه تخفيف العقوبات الدولية على إيران.
وقد انعکس هذا في التوجهات الواقعية التي بدأ في تبنيها مجموعة النخبة الممسکة بملف السياسة الخارجية في إدارة روحاني وعلى رأسها وزير الخارجية الجديد جواد ظريف، والمضي قدما من أجل التوصل إلى جدول زمني طموح لحل الأزمة النووية.
وفي الرابع عشر من يوليو تموز من العام 2015، وبعد عشرين شهرا من المفاوضات الشاقة، توصلت إيران ومجموعة السداسية الدولية – والتي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا – إلى اتفاق للحد من قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران. وبعد أن أکَّدت الوکالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قد أوفت بالتزاماتها، تم رفع جميع العقوبات المرتبطة بالنشاط النووي الإيراني من قِبَل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في السادس عشر من يناير من العام 2016.