تناول البحث عرض مظاهر أزمة القيم الأخلاقية والسلوکية التى شهدها المجتمع المصرى فى النصف الثانى من القرن العشرين والتى جاءت نتيجة مجموعة من التغيرات السياسية والتکنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها والتى أثرت بشکل مباشر على النسق القيمى لدى أفراد المجتمع بصفة عامة وعلى الشباب بصفة خاصة.
وفى تفسير تلک الأزمة الأخلاقية والسلوکية، تناولت الدراسة بالتحليل العوامل الداخلية والعوامل الخارجية التى دفعت بظهورها، العوامل الداخلية المرتبطة بالبنية الداخلية للمجتمع وهى نتاج لعوامل مادية مثل المشکلات الاقتصادية التى تواجه الناس خلال مسيرة حياتهم المعيشية وتقف حائلاً أمام احتياجاتهم الأساسية تؤدى إلى تشکيل أنماط سلوکية لا معيارية وتخلق نوعاً من الخلل الذى يتفاقم عبر الزمن بل قد يصل إلى خلق أشکال من الانحراف حيث يحاول کل فرد البحث عن وسائل غير مشروعة للتغلب على تلک المشکلات المادية والضغوط الناتجة عنها. وهى أيضا نتاج لعوامل غير مادية لعبت دوراً هاماً فى تکوين الظواهر الاجتماعية المرضية تتمثل أهمها فى الفوضى الأخلاقية. کما تناول البحث العوامل الخارجية لظهور الأزمة الأخلاقية التى تتمثل فى الثورة العلمية والتکنولوجية والقنوات الفضائية التى جعلت العالم أکثر اندماجاً وسهلت حرکة الأفراد ورأس المال والسلع والخدمات وانتقال المفاهيم والأذواق والمفردات فيما بين الثقافات والحضارات، والتى أثرت على الشباب فأصيب بعدم القدرة على الاستقرار فى القيم الموروثة، والمکتسبة، ضعف القدرة على الاختيار بين القيم المتضاربة، عجز عن تطبيق ما يؤمنون به من قيم، مما سبب له أزمة قيمية دفعت بالشباب بالثورة على قيم المجتمع واغترابهم عن القيم التى جاءت بها الثورة العلمية والتکنولوجية.
وانطلاقا من ذلک التفسير تم عرض استراتيجية مقترحة من أجل الحد من الأزمة الأخلاقية والسلوکية، والتى شملت کافة جوانب الحياة تقريبا، والتى تم تقسيمها إلى مراحل قريبة المدى ومتوسطة المدى وبعيدة المدى.