التعبيرية هي عبارة عن نظرية فنية ظهرت في بدايات القرن العشرين وازدهرت في اوروبا مباشرة بعد الحرب العالمية الاولى کرد فعل متمرد على المدرسة الواقعية التي کانت تميز الحرکة الفنية والادبية في ذلک الوقت. لقد ساهمت التعبيرية في رفع الوعي الاجتماعي لدى الفرد الى مستوى فهمه للمسؤولية الملقاة على عاتقه لاحداث الاصلاحات المطلوبة لرفاهية المجتمع. اعتبر المر رايز التعبيرية على انها محاولة لتجاوز الظاهر للوصول الى الباطن. تهدف التعبيرية عموما الى تصوير دخيلة النفس الانسانية تصويرا مسرحيا يعين على فهم الخلجات العميقة مجسمة فوق المسرح وذلک من خلال توظيف الحيل المسرحية الحديثة کالمنصة الدوارة والاقنعة وديکورات المسرح الرمزية والغاء تسلسل الزمن النمطي واستخدام اللغة التلغرافية المتقطعة وکذلک المؤثرات الخاصة الصوتية والضوئية.
لقد وصف العديد من النقاد المر رايز بکونة رجل ذو مباديء يميل الى التمرد على واقع الحياة في المجتمع الامريکي. لذا فقد شرع رايزبتمردة هذا ومن خلال اعماله المسرحية الى إيجاد مجتمع قائم على الحرية والعدالة الإجتماعية وقادر على التغيير والتطوير الذاتي. لقد استخدم الکاتب في مسرحية آلة التعداد العديد من الحيل المسرحية الحديثة التي عکست اهتمامة المتزايد بالانماط التعبيرية الغير واقعية والمعنية برفض النفسية الفردية السطحية من اجل التوغل واستکشاف جوهر الانسان وعليه فقد انصب اهتمام رايز اولا على تحسين نوعية الحياة الاجتماعية الامريکية بکشف عيوبها ومحاولة اصلاحها وثانيا على رفع مستوى الانتاج المسرحي ليضاهي نظرائه في اوروبا.
قدم المر رايز مسرحيتة آلة التعداد سنة 1923 والتي اعتبرت أفضل مسرحية تعبيرية من حيث الموضوع والشکل المُبتَکر. لقد نجح رايز في مسرحيته هذه والتي تتناول حياة وممات وما بعد ممات السيد صفر أو زيرو في تقديم رسالته عن مشکلة الإنسان في العصر الحديث بوصفه ضحية للنظام الرأسمالي الذي حوله الى مجرد عبد للآله. لقد أدان رايزکذلک في مسرحيته هذه خضوع الإنسان في العصر الحديث لأي نظام إستبدادي ولذلک دعى الى التمرد السلمي أو ما أسماه بالإشتراکية اليوطوبيَة والتي وجد فيها الحل الأمثل لتحرير جسد وروح وعقل هذا الإنسان.