يعتبر فهم التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي يمر بها المجتمع، هي المفتاح لفهم التحولات المؤثرة في سمات الشخصية المصرية، ومن هنا تسعى الدراسة الحالية الى الکشف عن ملامح الثبات والتغير في الشخصية المصرية، ممثلة في حقبتين تاريخيتين تعد من أکثر الفترات التاريخية المؤثرة في الشخصية : الحقبة الاولى وهى فترة السبعينات بعد هزيمة 1967، والحقبة الثانية وهى فترة ما بعد ثورة 25 يناير.
اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي من خلال وصف وضع قائم فعليًا في المجتمع المصري، وتحليل الدراما المصرية والوقوف علي الصور التي ظهرت فيها سمات مختلفة من الشخصية المصرية، وقد استخدمت الدراسة أداة تحليل المضمون باعتبارها تُحِد من غموض المادة وتحيز الباحث بنسبة کبيرة، وتسعى إلى استخلاص النتائج.
خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج من أهمها أن الفهلوة والبلطجة هي مهارات وسلوکيات انتهازية وهي ليست ظاهرة جديدة في المجتمع المصري، حيث بدأت في الظهور في السبعينات من القرن العشرين؛ نتيجة عوامل اقتصادية وسياسية، وبسبب ما استجد من أحداث وتطورت تحولت إلى بلطجة منظمة تأخذ شکلاً جماعياً وأکثر تنظيماً ، بعد ثورة 25 يناير؛ حيث انتشرت ظاهرة الزعيم الذي ينظم مجموعة من الأشقياء تحت إمرته، وذلک کله ساعد عليه الانفلات الأمني الذي عاشته البلاد عقب الثورة.
في إطار ما توصلت إليه الدراسة من نتائج أوصت الباحثة بعدة توصيات من أهمها: ضرورة الاهتمام بثقافة المجتمع وضرورة تطويرها من قبل المؤسسات المعنية، وضرورة الاهتمام بالمؤسسات التعليمية وتطويرها وغرس القيم في الأطفال منذ الصغر ، کما أن الاعلام تقع عليه مسؤولية رسم صورة للشخصية السوية صاحبة القيم والمبادئ والأخلاق الرفيعة.