يلعب السياق الثقافى دوراً مهماً فى تشکيل واقع المخدرات، إذ تنتشر المخدرات بجذورها التاريخية فى ثقافات عديدة، فقد ارتبطت زراعة المخدرات وتعاطيها بأدوار تکاملية اقتصادية واجتماعية ودينية وطبية فى الثقافات المختافة، وتدلنا بعض المؤشرات التاريخية على أنه کانت تزرع أنواع المخدرات فى ثقافات عديد من المجتمعات کجزء من طقوس وممارسات سواء فى الشعائر الدينية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الطب الشعبى کممارسات فى الحياة اليومية، وبهذا يصبح استخدامها معتاداً بصورة يومية فى التفاعلات الفردية والجماعية.
ويستخدم المخدر فى عدة أغراض أخرى مثلما يتم فى إطار الممارسات الثقافية، حيث يتم تعاطى المخدرات أثناء حفلات الزفاف أو الوفاة والضيافة والأعياد والمواسم، ويدخل المخدر فى عادات الطعام أيضاً، ويستخدم فى الطب الشعبى لعلاج بعض الأمراض.
وهذه العوامل الثقافية مسئولة عما تتميز به ظاهرة التعاطى من رسوخ يجعلها تستعصى على الاستئصال والانتشار بحيث يفلت من شباکه مجتمع على سطح الأرض.