تهدفُ الدراسةُ إلى الوقوف عند الصورةِ الشِّعريَّة التي تَرَسَّمَ خُطاها ملوکُ الجاهليَّةِ وأمراؤُها ، في محاولةٍ جادَّةٍ لمعرفةِ الصُّورِ التي تَخيَّروها دونَ غيرِها ، مع رصدِ خصائصِ تلک الصورِ وميزاتِها ، فضلاً عن کشفِ السِّتارِ حولَ تصرُّفهم بالصورةِ المُنْتَزَعة من واقعِ بيئتِهم وَفْقَ ما يخدمُ معانيهم ومقاصدَهم . والملوکُ والأمراءُ کنظرائِهم من شعراءِ الجاهليَّةِ في هذا المضمارِ ، بيد أنَّهم تميَّزوا بسموِّ مشاعرِهم وذاتيَّتَها في أغراضِهم ، فجاءتْ صورُهم ترجمةً حيَّةً لتلک المشاعر .
وقد عمد الملوکُ والأمراءُ إلى توظيفِ الصُّورِ الحسيَّةِ أکثرَ من الأنماطِ الأخرى کالعقليَّةِ والذهنيَّةِ المُجرَّدة ، فأطلقوا للحواسِ العنانَ المُتَخيَّلَ لإدراکِها ، ورصدوا المشاکلةََ اللونيَّةَ فيها وتصرَّفوا فيها وفق رؤيةٍ خاصَّةٍ بهم . ونظراً لطبيعةِ الموضوعِ رأيتُ أن أتناوله وفقَ المنهجِ الجماليِّ ، مع الاستعانةِ بالمنهجِ الوصفيِّ التحليليِّ في مواطنَ عدَّةٍ بما يخدمُ البحثَ . ويجدرُ أنَّ تناولَ الموضوعِ جاءَ بعد التوثُّقِ من انتماءِ رجالاتِ هؤلاءِ إلى الطبقةِ الشَّريفةِ من ملوکٍ وأمراءَ في المصادرِ التُّراثيَّةِ الأصيلةِ ، وضيقُ المقالِ يمنعُ من عرضِها ، وقد سجَّلتُ أبرزَ النَّتائجَ التي خلصتُ إليها في نهايةِ البحث .