لما کان النص "عبارة عن جمل أو متتاليات متعاقبة خطياً" (1) وجب أن تکون هذه الجمل مترابطة فيما بينها حتى تکون نصًا متماسکًا، فعطف الجملة على الجملة يتم بطرق عديدة، منها الربط بأدوات الوصل (Conjunction)، والربط بأدوات الفصل (disjunction)، والربط بألأدوات الاستدراک ( contrajunction )، والربط بأدوات التفريغ أو الإتباع (subordination )، والربط بأدوات الربط الزمني ( temporal conjunction) (2).
ويعد العطف من أبرز القضايا التي اهتم بها علماء النص لدورها في تحقيق الاتساق بين عناصر النص، وتحليل النصوص في ضوء المنهج النصي ولذا تعد وسائل الربط في النصوص تعبيرًا صريحًا عن العلاقة المعنوية الموجودة بين أجزاء النص وتحديدًا للطريقة التي يترابط بها اللاحق مع السابق بشکل منتظم(3)، وللأدوات – تحديدًا – دون غيرها من وسائل الربط أهمية کبيرة في سبک النصوص، "لأنه قد لا يخلو نص من أدوات تربط بين کلمات الجمل، وأخرى بين الجمل، وثالثة تربط بين الفقرات حتى يکون النص مسبوکًا کأنه جملة واحدة، والجملة کأنها کلمة واحدة(4).
وسيحاول هذا المبحث الإجابة عن الأسئلة الآتية:
1- ما العلاقة التي تجمع مفهوم العطف عند القدماء (البلاغيين والمفسرين، والعطف عند المحدثين النصيين؟
2- ما علاقة تأويل النصوص بفهم "العطف" کونه أداة لسانية تسبک الجمل بعضها ببعض؟
3- کيف استطاع ابن عاشور أن يتعامل مع تلک الأداة؟