تناول البحث دور السياق والمقاصد في صنع التأويل النحوي، وهَدَفَ البحث إلى إثبات أن السياق نبت لغتنا ، والوقوف على مدى اعتماد النحويين للسياق کآلية في التأويل ولاسيما فيما جاء مخالفا للمطرد من القواعد.
وقد سار البحث في اتجاهين أولها نظري يُبين مفهوم السياق وموقف النحويين من القصد والمعنى من خلال مصنفاتهم ، وثانيهما تطبيقي يرصد بعض النماذج التي تربط السياق بالتأويل عند النحاة.
وقد خلص البحث إلى مايلي :
1- أن النحويين القدماء بنوا قواعدهم على المقاصد والمعاني أکثر من الألفاظ والمباني.
2- أن سيبويه هو مؤسس النظرية السياقية تطبيقًا لا تنظيرًا،ويمکن أن نطلق على نحوه النحو السياقي أو المقاصدي.
3- السياق آلية تصنع التأويل، وتضبطه ، وتوجهه الوجهة الصحيحة ،وتساعد على الترجيح بين التأويلات المختلفة،وتکشف التأويل الخطأ من الصواب.
4- تعدد السياق يؤدي إلى تعدد التأويلات وعدم مراعاته يؤدي إلى تأويلات ضعيفة أو بعيدة عن الصواب.
5- اعتماد السياق في التأويل قد يغير من الأحکام النحوية وينقلها من الوجوب إلى الجواز.
ويوصي البحث بإعادة رصد السياق في مصنفات النحاة وبناء نحو يعتمد السياق منهجا ولا يفصل تحليل النص عن الواقع والمحيط الخارجي.