هذا البحث يهدف إلى الوقوف على شعر أمير جزيرة منورقة، إحدى جزر البليار في الأندلس، والحديث عن فترة تاريخية، ازدهرت وتقدمت فيها في المجالات کافة، وخاصة الأدبية في القرن السابع الهجري، وهو سعيد بن الحکم القرشي، الذي حکمها من سنة 630ه إلى سنة 680ه، بعد سقوط دولة الموحدين، وعقد معاهدة صلح مع ملک قطلونية وأرغون، مقابل أن يدفع (إتاوة) مبلغا من المال سنويا له.
وفي هذه الفترة ازدهرت الحياة الأدبية في هذه الجزيرة، وکان هذا الأمير شاعرا ومحبا للعلماء والشعراء، فاستقطبهم وشجعهم للوفود عليه، وخاصة من هرب منهم، حين سقطت المدن الأندلسية بيد الإسبان، فکان قصره مجالس للأدب والشعر، وزاره الکثير من الشعراء الأندلسيين، أما الأمير فکان شاعرا، نظم في موضوعات عديدة، کالغزل والمدح والمديح النبوي والفخر والنقد السياسي، وغيرها من الموضوعات، وکان يجاري الشعراء، ويمدحهم ويتبادل الرسائل الشعرية معهم.