يهدف البحث إلى: التعرف على الصورة الذهنية لمصطلحي الثورة والمواطنة، والتعرف على رأي عينة من المصريين في بعض القضايا: (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية) المرتبطة بالمواطنة، بهدف استشراف مستقبل "المواطنة" للمصريين بعد ثورة 25 يناير.
ترجع أهمية البحث إلى کونهِ يأتي في مرحلة إعادة بناء "مصر الجديدة" بعد الثورة، بما يضمن الاقتراب -قدر الإمکان- من تحقيق المواطنة بمظاهرها المتعددة "الحقوق والواجبات والمسئوليات والمشارکة في المجتمع"، ما يضفي أهمية خاصة علي البحث في هذه الفترة، مع التأکيد على وظيفة "تنبؤ البحث الاجتماعي"، والبناء علي "الوصف والتفسير والتحليل"، بعد الثورة کأساس للتعايش البناءّ في مجتمع يسعي للتنمية بکل أطيافه، دون إهمال أو تهميش.
ينطلق البحث من ثلاثة موجهات تنظيرية، هي: (دولة ضعيفة): تنازلت عن الکثير من أدوارها طواعية أو رغما عنها، لصالح الرأسمالية والرأسماليين عالميا ومحلياً، مما جعل بعض مواطنيه يعانون من التهميش.، و(المواطنة المفقودة): نتيجة سياسات التنمية القائمة علي مشروعات أشبه بالجيوب التکنولوجية جعلت المواطنين يعانون الاغتراب وانتشار "الفساد" مما فجر الثورة المصرية" کمحاولة لاستعادة؛ المواطن للمواطن.، و(الثورة المنشودة): التي قامت في "25 يناير 2011م"، نتيجة "مشهد التوريث" في مصر، والفساد، وزيادة معدلات البطالة، ومشاکل انتخابات 2010م، وغلاء الأسعار، وغياب العدالة الاجتماعية في توزيع الأجور، وسيطرت رجال الأعمال علي الاقتصاد والسياسة، اشتعلت الثورة کمحاولة لنقد ونقض التعاقد السابق، الذي عمل علي تهميش المواطن المصري، سعيا لــــ (تعاقد اجتماعي جديد) يضمن کرامة المواطن؛ برفع (شعار الثورة): "عيش-حرية-کرامة إنسانية".
اتخذ البحث من منهج المسح الاجتماعي بالعينة أسلوباً له، جمع بين الأسلوبين الکمي والکيفي، وقامت الباحثة بمقابلة 611 مشارک في البحث بإستخدام إسلوب (کرة الثلج) لتطبيق "دليل المقابلة"، وإجراء المناقشات العامة. واستعانت الباحثة ببرنامج SPSS لتحليل البيانات الکمية الواردة في الأسئلة (المغلقة) في دليل المقابلة، إضافة للأسلوب الوصفي التحليلي في تحليل "استجابات- الأسئلة المفتوحة"، واستغرق البحث الفترة من: (أبريل 2013م- ديسمبر 2014م)، وأجري البحث في منطقة (إمبابة) في الأحياء التالية: عزبة الصعايدة، وميت عقبة، وترعة السواحل، وشارع بصراوي، شارع الوحدة، وبعض القرى: ( الکوم الأحمر وبشتيل والوراق والبراجيل وقرية ناهيا بکرداسة).
تبين من البحث الميداني: أن الصورة الذهنية للمواطنة: تعني "الحقوق والواجبات".، والثورة: تعني "تغيير للحصول على الحقوق وتحسين الظروف".، کانت مشکلة الدروس الخصوصية في أول مشکلات المواطنين ثم مشکلة القمامة ثم مشکلة مياة الشرب ثم مشکلة عدم وجود فرص عمل ثم مشکلة ضعف الدخل ومشکلة الحد الأدنى والحد الأقصى. کان الحق في الحصول على دخل مناسب وعمل مشاريع أول الحقوق التي نادي الناس بالحصول عليها. أما واجبات المواطن: کانت خدمة البلد وحل المشکلات واتقان العمل والتعليم. يمکن تحاشي المشکلات مستقبلاً، بتوفير فرص عمل والمشارکة الشعبية بين الأهالي في حل المشکلات، کما أن المشروعات التي يمکن أن تحسن أوضاع المواطن، هي: المشروعات الصغيرة والمشاريع القومية الکبرى.