عاصر عبدالله بن عمر الفتن الجسيمة التي مرت بالعالم الإسلامي وأدت إلى الاقتتال بين المسلمين في صدر الإسلام أبرزها الشبهات التي انتشرت حول الخليفة عثمان بن عفان التي ابتدأت سنة 33 هـ /653م , و أدت إلى حصاره في داره ثم استشهاده رضي الله عنه سنة 35هـ / 655م , و تولي علي بن أبي طالب الخلافة بعده و خروج معاوية بن أبي سفيان في أهل الشام 35سنة هـ / 655م , وطلحة بن عبدالله و الزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بکر في أهل البصرة سنة 35 هـ / 655م , على خلافته مطالبيه بالقصاص من قتلة عثمان ما قاد إلى معرکة الجمل مع أهل البصرة ومعرکة صفين مع أهل الشام , ثم خروج الخوارج على علي بن أبي طالب بعد القبول بالتحکيم وما ترتب عليه من معرکة النهروان, ثم قضية التحکيم لوضع حد للصراع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان لکن لم يتفقا على قرار يحسم الخلاف ما أدى إلى تجدد الصراع، لکن علي بن أبي طالب استشهد على يد أحد الخوارج سنة 40 هـ / 660م, ثم خلافة الحسن بن علي بن أبي طالب الذي تنازل عنها لمعاوية بن أبي سفيان سنة 41 هـ /661م , و استتبت الأوضاع في عهد معاوية إلى حد کبير باستثناء ثورات الخوارج , ثم بعد وفاة معاوية وتولي ابنه يزيد الخلافة 60سنة هـ /679م , تتجدد الصراعات مرة أخرى ما أسفر عن ثورة الحسين بن علي بن أبي طالب ,وثورة عبدالله بن الزبير , وثورة أهل المدينة على خلافته , و يتوفى يزيد سنة 64 هـ /684م , ويتولى معاوية بن يزيد الخلافة لکنه سرعان ما يتنازل عنها بعد ما يقارب من أربعة أشهر من السنة نفسها , فتتنازع عدة أطراف على منصب الخلافة أبرزهم مروان بن الحکم ثم ابنه عبدالملک ، وعبد الله بن الزبير ، والمختار بن أبي عبيدة إلى أن تنتهي تلک الاضطرابات بسيطرة عبدالملک بن مروان على الحکم سنة 73 هـ /692م , هذه الفترة المليئة بالفتن کان لابن عمر فيها مواقف وآراء في أحداثها و في رجالها، فهذه الدراسة رکزت في البحث عن هذه المواقف حيث تکتسب معرفة مواقفه أهمية خاصة باعتباره أحد أبرز الصحابة وعلماؤهم , و حرصت الأطراف المتنازعة أن تکتسبه إلى صفها وإن موقفه المؤيد أو المخالف له ثقله في ترجيح کفة هذا الطرف على غيره من الأطراف المتنازعة , و اعتبر في أکثر من مرة الرجل الأنسب للخلافة الذي يُنهي الفوضى التي حلت بأمة الإسلام .