شاعر العربية الکبير أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد، أعظم شعراء العربية بلا منازع، ومن أکثرهم تمکنا بلغة العرب، عـُرف عنه طموحه الشديد وکبريائه، وجزء کبير من شعره يدور في فلک الحکمة والاعتزاز بالذات.
واختلطت أشعار المتنبي بين الفضائل والرذائل، فقد ذکر العديد من فضائل الآمراء والملوک من الشجاعه والإقدام في الحرب، وصون العرض، والکرم، وعفة النفس، إذا أغدقوا عليه من المنح والعطايا، وإذا به يهجوهم، ويذکر رذائلهم ويصفهم بما فيهم، وما ليس فيهم، حين يمنعوه الهبات والعطايا، فها هو يهجو کافور الذي سبق ومدحه، بقصيده حين فارق مصر، بعد أن ذهب إليها في سنة ست وأربعين وثلاثمائه، ليمدح کافور الأخشيدي، الذي وعده بولاية بعض أعماله، فلما رأى تغاليه في شعره وسموه بنفسه، خافه، وعوتب فيه، فقال: يا قوم من ادعى النبوة بعد محمد (r) أما يدعي المملکة مع کافور؟ فحسبکم، ولما يرضى المتنبي عن کافور وخلافه لوعده له بآمارة، وآمله في آمارة سياسية مثل آمارة سيف الدولة بالشام ليکون له مجلس مثله يجتمع فيه الشعراء والآدباء، ليمدحوه ويناطحونه في الشعر، ليستعيض بها شيء من کبرياءه الذي جرح في مجلس سيف الدولة بالشام، وفي ليلة عيد الأضحى المبارک ترک مصر، قاصداً بلاد فارس لمدح عضد الدولة بن بويه الديلي، وهذا ما تهدفه الدراسة في التعرف على الفضيلة والرذيلة في شعر شاعر العربية الکبير أبي الطيب المتنبي، وسوف تتطرق الدراسة بطبيعة الحال لشخصية المتنبي وظروف حياته الشخصية التي بلاشک أثرت في خصاله وطباعه والتي انعکست على شعره، وکان لها أثر في نظرته للأمور، وفي موقفه من الفضيلة والرذيلة.