حاول البحث أن يکشف عن المعايير والمقاييس التي على أساسها کان الخليل بن أحمد في معجم ( العين ) يقبل الألفاظ أو يردها ، ويحکم عليها بالصواب أو الخطأ ، أو الفصاحة أو عدمها وما بينهما من درجات . ومن خلال الدراسة الوصفية التي سار عليها الباحث، تم تقسيم تلک المعايير على ستة أقسام :
أولاً: الورود عن العرب (سماعًا أو روايةً). ثانيا: موافقة اللفظ لقوانين العربية. ثالثا: القياس. رابعا: الاستحسان. خامسا: اطراد الاستخدام. سادسا: أمن اللبس. ويندرج تحت هذه الأقسام عدد من العناوين الفرعية.
وقد خرج - إلى جانب الکشف عن هذه المعايير - بعدد من النتائج أبرزها التأکيد على وجود منهج علمي لدى الخليل في قبول الألفاظ أو ردها . ومنها أن ابن جني استفاد کثيرا في کتاب (الخصائص) من الخليل، حتى بدا في مواضع عديدة في الخصائص مُنَظِّرًا لما سبق الخليل وطبقه في معجم (العين). ومنها اعتماد الخليل على بعض المعايير والمصطلحات المتداولة في الفقه وأصوله، کالقياس، والاستحسان، مع تطويعها لتکون مناسبة للمجال اللغوي، مما يُعدّ دليلاً يضاف إلى عدد لا يُحصى من الأدلة على تلک الوشيجة الوثيقة بين علوم الشريعة والعلوم اللغوية، وأنّ الاهتمام بالعربية إنما هو اهتمام بالدين الإسلامي ذاته .