تتناول هذه الورقة البحثية مسرحية بابا لدينمو ابراهيم و التي کتبت عام 2011. و تعد المسرحية نموذجا للعروض النسائية الفردية التي تقوم فيها الکاتبة بأداء جميع الأدوار. و تظهر بذلک قدرة فائقه على التنقل بين الأدوار اعتمادا على قوة الجسد و مرونته. و لقد آثرت الکاتبة الأمريکية المصرية الأصل الاقتراب من حياتها الخاصة و أن تنقل صورا واقعية منها و تقديمها في عرض منفرد. و يعتمد العمل الدرامي على تقديم سلسلة من المنولوجات لعرض صورة من صور محاولة التعايش و الاندماج. و يجري هذا من خلال تقديم شخصية الأب و الأبنة على مدار ثلاثين عاما بين قارتين مختلفتين. فهى قصة الحب و التسامح بين إبنة و ذکرى أبيها المغترب الذي هاجر إلى أمريکا قبل ثلاثين عاماو أخفق في التعايش و التکيف مع الحياه بمدينة نيويورک. ويؤکد تحليل الأداء على مهارة دينمو في الاعتماد على قوة جسدها و قدرتها المذهلة على التحول بين شخصية الأب و الأبنة حتى تصل إلى مرحلة التفهم التام لشخصية الأب و تقدر دوافعه لاختطاف ابنته من أمريکا و العودة بها إلى مصر کحل وحيد لأزمته بعد فشله في التعايش و تحقيق الحلم الأمريکي. فهو عمل مسرحي قدمته الکاتبة عن أبيها و من اجله. و هو يؤکد على الصراع بين الهوية و المحافظة على التقاليد داخل المجتمع الأمريکي. و يرکز البحث على تمکن الکاتبة التام من اللهجات و السلوکيات و التي اکتسبتها من خلال دراستها لشخصيات رجال نشأوا بالشرق الأوسط من مختلف الأحجام و الأعمار و کذلک من خلال لقاءات أجرتها مع نساء هاجرن للولايات المتحده و مناقشة الصعوبات التي واجهتهن. و يرکز البحث على کيفية أن الاعتماد على مرونة الجسد و القدرة على التحول من شخصية إلى أخرى قد مکنا الکاتبة دينمو ابراهيم من تقديم عملا کوميديا يخاطب قضايا جاده تتناول مقاومة الفشل المرير في تحقيق الحلم الأمريکي.